تبدأ ولادة النجم بمرحلة التكاثف والتي تنتج عن تجاذب الغبار الكوني والغازات فتقوم بالالتفاف متخذة شكلا كرويا ويكون على أتم الاستعداد لأن يدخل إلى مرحلة أخرى.
ثم يدخل في مرحلة الانكماش والتي خلالها ترتفع درجة الحرارة في جوف النجم حتى تصل إلى أعلى مستوياتها ويكون ذلك تمهيدا إلى الاندماج الذي سيحدث نتيجة العامل الحراري.
ثم أخر مرحلة قبل ولادة النجم وهي الاندماج النووي وينتج عن هذه المرحلة طاقة كبيرة والتي تعطي للنجم الحرارة والضوء وأيضا خاصية الاشتعال وهذا ما يجعل النجوم تضيء ليلا في السماء.
تترابط التفاصيل الخاصة بولادة النجم مع بعضها البعض حيث يصعب تفصيل أية مرحلة في ولادته على حدا كما أن المراحل السابقة هي مراحل متكاملة ومترابطة وتنتج كل مرحلة عن المرحلة السابقة لها.
تبدأ عملية الولادة في سحابة تتراكم من الغازات التي تتناثر في الفضاء وتنجذب هذه الغازات إلى بعضها البعض وفق قوى كونية جاذبة.
وينتج عن هذا الانجذاب للغازات المتناثرة مجموعة من التفاعلات حيث تظهر وتتشكل على هيئة انقسامات كثيرة لتكون تمهيدا إلى بداية مرحلة ولادة النجم.
ثم تبدأ هذه الانقسامات الغازية للسحابة مع مرور الوقت تتحول إلى مجموعة من الكرات الغازية الكثيفة والتي تختلط مع الأتربة والغبار الكوني.
بعد ذلك يتكاثف بصورة أكبر حتى يصبح أكبر في الوزن والحجم.
ترتفع درجة الحرارة للسحابة الغازية بسبب قوى الجذب الكونية محدثة بذلك انهيار عظيم في الكتلة الكثيفة التي تكونت ليكون بذلك تمهيد لبدء مرحلة جديدة وهي الاندماج النووي.
حيث يحدث ذلك الاندماج النووي كرد فعل أو نتيجة لاتحاد الذرات الهيدروجينية التي توجد في مركز النجم نتيجة العامل الحراري حيث تكون ذرات الهيليوم.
مما يتسبب في تغيير الخصائص الكيميائية والفيزيائية للعناصر وبناء على ذلك تقوم بفقد الذرات أو كسبها وهذا يؤدي إلى تحرر الكثير من كميات طاقة الانبعاث لتظهر لنا في هيئة ضوء وحرارة.
وبعد هذه التفاعلات يبدأ النجم دورة حياته التي تمون عبارة عن تسلسل من التفاعلات الهيدروجينية التي من خلالها يتمكن من أن يعيش لمليارات من الأعوام تختلف وفقا لحجمه وطبيعته.
أنواع النجوم
خلال مرحلة التطور النجمي وولادته ينتج الكثير من الكتل والأحجام التي من خلالها يتم تصنيف النجوم إلى مجموعة من الأنواع التي تتميز بخصائص وألوان بالإضافة إلى عدة اختلافات أخرى.
فنجد النجوم العملاقة ويطلق عليها اسم النجوم الفاشلة نتيجة موتها السريع وحجمها الكبير الذي يستهلك من الطاقة كميات كبيرة.
ونجد النجوم المتسلسلة وهي النجوم العادية التي تتشبه بالشمس ونجم القزم الأحمر الذي يتميز بحجمه الصغير وأعداده الكثيرة والقزم الأبيض وهذه من النجوم التي تمر بالمراحل الأخيرة من حياتها.
ونجم العملاق الأحمر والمستعر الأعظم وهو في العادة ينشأ عن انفجار مجموعة من الثقوب السوداء وانفجار النجوم النيترونية.
يعد النجم أحد الأجرام السماوية التي تسبح في فضاء المون الفسيح مثل الشمس ويعتبر مصد من مصادر الطاقة الرئيسية على كوكب الأرض بل وله فضل كبير في وجود الحياة.
ويعد النجم كسائر المخلوقات ويمر بالعديد من المراحل في ولادته ونشأته والتي تتم وفقا لاختلاف الظروف وكثرتها.
ولهذا نتمكن من رؤية النجم يتلألأ في السماء ويضيء هذا المون في أنشودة بديعة الصورة من تنظيم الخالق سبحانه وتعالى وتختلف أنواع تلك النجوم وفقا لمرحلة التطور التي يمر بها كل نجم.
الأقزام البنية
وهي مجموعة من الأجرام التي تدور في فلكنا السماوي وهي أصغر حجما من الشمس وهذه الأقزام لا تعد من أنواع النجوم رغم مرورها بنفس مراحل ولادة النجم السابق ذكرها.
ويرجع ذلك بسبب أن التفاعلات الهيدروجينية في هذه الأقزام ليست بالقدر الكافي التي تجعل درجة خرارة النجم مرتفعة وبالتالي لا نجد له ضوء أو حرارة.
فهذه الأقزام عبارة عن مجموعة من النجوم صغيرة الحجم والتي تكفي فقط لاندماج عنصر اليوتيريوم مع عنصر الهيدروجين الثقيل.
وتسمى الأقزام البنية تلك وهي على حالتها كوكب حيث تدور حول نجم كبير كما أن دورة حياته على عدة المئات من السنين فقط.
فتصبح هذه الأقزام باردة ثم تموت بشكل أسرع مقارنة مع النجوم الأكبر في كتلتها وطبيعتها.
نجوم ذات كتلة صغيرة
وهي نوع أخر من أنواع النجوم وهو يحدث نتيجة ضعف إنتاج النجم للطاقة وبذلك لا يتمكن الإنسان من رؤيته ويحتاج إلى فترة زمنية أقل لاستهلاك وقوده.
وتبقى هذه النجوم في النسق الأساسي ما بين 6 إلى 12 ألف مليار عام ويحتاج إلى عدة ملايين من الأعوام إلى أن يموت ويصبح قزم أبيض.
ومثال لهذه النجوم هو النجم الأحمر وهذه النجوم لا تمر بمرحلة العملاق الأحمر ولا تتمكن من تكوين قلب الهيليوم لتظهر من خلاله المادة المتحللة.
ويستمر اندماج الهيدروجين داخل ذلك النجم حتى يتخول الهيدروجين إلى هيليوم.
نجوم متوسطة الكتلة
وهذا النوع من النجوم يتحول في نهاية عمره إلى العملاق الأحمر كما حدث لنجم الدبران في كوكبة الثور ونجم السماك الرامح في كوكبة العواء.
يحمل ذلك التوع من النجوم قلب خامل حيث يحدث اندماج لعنصر الهيدروجين فيها داخل الطبقات بعضها البعض على قلب النجم حيث يتم اندماج الهيدروجين.
وفي هذه الحالة يكون مركز النجم من الهيليوم وبعض النجوم الأخرى يكون المركز من عنصر الكربون.
تكون الطبقات العليا للنجوم متوسطة الكتلة باردة نوعا معا بالمقارنة مع غيره من النجوم ويكون ذلك ناتجا عن التفاعلات الهيدروجينية على الغلاف الأعلى من القلب فتزداد مع الوقت حمرتها.
وفي جميع الأحوال فإن تسارع اندماج الهيدروجين فوق المركز يتسبب في تمدد النجم وهو ما يساعد على خفض قوى الجذب لديهم وينتج عن ذلك تمدد الطبقات في اندماج الهيدروجين.
ويكون ذلك التمدد أكثر بشكل أكبر عن التمدد الذي ينتج من زيادة تفاعلات الاندماج وذلك يتسبب في تأثر الطبقات العليا لدى النجم وتصبح باردة قليلا.
ثم تزداد درجة احمرار النجم مقارنة مع درجة لونه الأحمر خلال تواجده داخل النسق الأساسي له.
نجوم كبيرة الكتلة
يكون المركز في هذه النجوم كبير نتيجة التفاعلات التي تحدث بسبب اندماج الهيدروجين مع الهيليوم قبل أن يحدث ضغط تحلل للإلكترونات.
في بداية عمر النجم ومراحل تكونه يكون ذو ضياء شديد وأكثر توهجا عن النجم المتوسط الكتلة مع العلم أن النجوم أعمارها قصيرة بالمقارنة مع غيرها حيث تنفجر مبكرا محدثة مستعر أعظم.
عندما يبدأ اندماج الهيليوم مبكرا مخلفا الهيدروجين على الطبقة الخارجية من النجم ويستكمل عملية اندماجه يصبح لمعانه مشابها بدرجة كبيرة لضياء النجم متوسط الكتلة.
ولكنه يكون أشد لمعانا من العملاق الأحمر الذي تكون من النجوم متوسطة الكتلة مع العلم أن النجوم الكبيرة الكتلة لا تعيش إلى أن تصل لمرحلة العملاق الأحمر الفائق.
وإنما تنفجر في وقت مبكر ويتشكل منها المستعر الأعظم كما أن امتزاج الطبقات الخارجية للنجوم كبيرة الكتلة يستحيل معها الوصول إلى العملاق الأحمر كما ذكرنا.
ومنذ بداية تكوين هذه النجوم تكون ذات لون أزرق وأبيض نتيجة درجة حرارته الشديدة.
فعندما يدور نجمان من نفس النوع حول بعضهم البعض يقوم النجم الأول باجتذاب الطبقة الخارجية من النجم الأخر.
