تعد سنة الجوع هي أصعب فترة مرت على دولة السعودية وقد حدث العديد من الأحداث الصعبة خلال هذه السنة ومن خلال هذا المقال سنتعرف معكم على جميع الأحداث التي مرت على المملكة العربية السعودية.
يستخدم مصطلح سنة الجوع من قبل أهالي شبه الجزيرة العربية من العرب وهو معروف أيضا في بلاد العراق والشام.
خلال القرن العشرين اجتاحت هذه البلاد المجاعات لفترات كبيرة وبالرغم من هذه السنة قد مر عليها قرابة القرن إلا أن هذه الأحداث ظلت محفورة في ذاكرة الأشخاص الذين مرت عليهم سنة المجاعة هذه.
فقد انتشر الجوع والقحط في الكثير من الدول العربية ومنها المملكة السعودية حيث لم يجد الأهالي ما يأكلونه وبدأت هذه المجاعات في الانتشار.
وبسبب هذا القحط أصيب الكثيرون بالجفاف وبدأت الأرواح تتصاعد إلى خالقها حيث تسببت في موت الكثير من الأشخاص وأيضا الحيوانات بسبب الجوع الشديد.
كما يطلق على سنة المجاعة هذه اسم عام العظم وذلك لأن القحط الشديد كان سببا في أن عظام الحيوانات أخذت تنتشر في ربوع صحراء المملكة العربية السعودية.
وبدأ أطفال المملكة في الانتشار في مختلف المناطق بالسعودية باحثين عن مجرد نواة التمر حتى يمتصونها لسد رمقهم وكانت نجد في مقدمة المناطق الأكثر جوعا لذلك العام في العالم.
وبسبب عام المجاعة هذا أصبح الكثير من الدول في شتى بقاع العالم يعاني المجاعات وقد كان ذلك له أثره على دول العالم أجمع حيث حدث أزمات سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية والكثير من الأزمات المتنوعة.
معلومات عن سنة الجوع في السعودية
تتحرك مؤشرات البحث عن كافة المعلومات التي تخص هذا العام والذي قد تسبب في موت الآلاف من البشر والحيوانات على أرض المملكة حيث لم يجد الكثيرون ما يعينهم على استمرار الحياة من الطعام.
في عام 1909 ميلاديا الموافق 1327 هجريا بدأ عام الجوع فقد انقطع هطول المطر على أرض المملكة وعم القحط أرجائها وحل الجفاف.
بسبب ذلك القحط جفت الأراضي وكساها التشقق وتوقفت جميع المحاصيل المزروعة عن النمو.
لم يجد أهالي المملكة ما يساعدهم على البقاء أحياء فقد نفذت الخزائن من المؤن وهنا بدأ الأهالي يأكلون المتبقي من الحيوانات النافقة بحثا عن نجاتهم من الموت جوعا.
وقد أكد العديد من المصادر على أن الأهالي في هذه الفترة كان غذائهم هو الحشرات والجراد والحصى وبعد نفاذ هذه المخلوقات ذهبوا بحثا عن نوى التمر الجاف حتى يقتاتوا عليها.
بدأت الأمراض المختلفة تنتشر على أرض المملكة وقد تسببت في ارتفاع نسبة الوفاة وهنا بدأ الناس يتسابقون فيما بينهم في الحصول على الحصى أو جثث الحيوانات الميتة ليتغذوا عليها.
ولعل أكثر المدن السعودية التي تأثرت بعوامل هذه المجاعة كانت مدينة نجد حيث وجدوا على أرضها الكثير من حالات الوفاة من ضحايا القحط والجوع.
لم تترك المجاعة ماشية على وجه الأرض لترعى الأعشاب وقضى الجفاف على كل شيء في صحراء المدينة فلم يترك شيء للأهالي.
بعد أن توجهت لجنة الوزارات التي تم تشكيلها لبحث الأمر ومعاينته في الشمال تم اصطدامهم بالواقع المؤسف والوضع المرير الذي آل إليه الشمال وقد التقت أفراد اللجنة بالعديد من شيوخ قبائل البدو.
كان هؤلاء الشيوخ معروفين بامتلاكهم الإبل والمال بوفرة وقد اختنقت عبارات هؤلاء المشايخ عندما قالوا يا عرب البادية يا أهل النبك أبو قصر جميعكم تعلمون.
أننا ما كنا نمتلك النقود في هذه المجاعة وأقسم بالله العظيم أني وقبل يومين قد حضر لي ضيفان وكان منزلي خالي لم أجد شيئا في الخزائن ما أطعمهم به غير أن أحد موظفي آل نبك.
قد أقرضني من الأرز صاع وكان هذا هو استطعت أن أضياف به الرجلين وقد كنت أحرق منه وأطعم ضيفاي.
قصص عن الجوع في سنة الجوع
قد جرت في هذه السنة أحداث كثيرة وحدثت قصص كثيرة شاهدة على معاناة الأهالي في هذا العام وقد تداولت هذه القصص عن الكثير من كبار السن الذين عاشوا في هذا العام.
يروي الكثير من الأهالي القصص التي سمعوها من ألسنة أباءهم حيث يروي عم عبدالله بن محمد السليمان بعض الأحداث التي سمعها جرت في المملكة.
فيقول عم عبدالله الطعام في هذه الفترة أصبح كالذهب في قيمته فلا يستطيع أحد أن يمتلكه فقد كان الأهالي لا يجدون طعاما يأكلونه أو ماءا يشربونه.
أصبح الجميع في معاناة بحثا عن الطعام فقد عاشوا جميعا لفترة طويلة يقتاتون التمور وقد سمعنا بأن شخصا من الأهالي كان يعمل في مجال الحفر وخلال فترة عمله عند أحد أصحاب المنازل وكان يحفر لهذا الرجل بئرا.
وقد أعطاه الرجل ودكا وهذا الودك عبارة عن قطعة من شحم الإبل جافة وكانت تستخدم هذه القطعة في إضاءة مصابيح المساجد ويمكن أن يتم دهن الأيدي بها لتحميها من الحبال.
فما كان من العامل إلا أن أخذ من صاحب المنزل هذا الودك وأزال عنه السواد وبعدها قام بأكل الودك فتعجب صاحب المنزل من هذا الفعل وسأل العامل لماذا تصرفت هكذا.
أجابه العامل بكل جدية بأن بطنه وسد جوعه أهم من تزييت يده حتى وإن عانى أشد الآلام.
وقد تسببت هذه المجاعة في موت الناس في الشوارع بسبب الجفاف الذي لاحقهم من شدة الجوع وقد سمعنا أن بعض الناس تخلت عن أطفالها وتركتهم لمصير مجهول.
وهناك بعد القصص التي رويت عن عام الجوع أن مدينة نجد قد شهدت مجاعة لم يسبق لها أن وجدت في التاريخ تسبب في هذه المجاعة قلة الأمطار والقحط.
مما أدى إلى نزوح الكثيرون من أهالي مدينة نجد السعودية إلى دولة العراق والكويت هربا من الموت الذي يلقي الأبدان على طرقات الشوارع دون سابق إنذار.
وهناك قصة أخرى تروى بأن ثلاثة من الرجال قد عزموا النزوح إلى بلاد الشام بحثا عن الطعام وقد عرفت بخبرهم عجوز طاعنة في السن فاقترحت عليهم أن يأخذوا معهم طفل يبلغ 13 عام.
لكن الرجال رفضوا ذلك لأنه سيموت من الجوع إن ذهب معهم ولكن بعد إلحاحها أخذوه وفي الطريق هاجمهم الجوع فاقترح أحدهم ذبح الطفل وأكله فرض بعضهم ذلك وقد وجدوا كلبة أمامهم فذبحوها وأكلوها.
النجاة من سنة الجوع
بعد أن استمرت المجاعة حوالي 7 أعوام تكبدت فيها الدولة الكثير من الخسائر في الأرواح البشرية وخسائر اقتصادية وزراعية وقد أصبحت الدولة غير صالحة لإقامة حياة فيها.
فقد وفق الله الملك سعود لأن يدعم أهالي الشمال من البدو وهذا الدعم ساهم في إنقاذ الكثير من أرواح الأهالي فبعد أن انتهى وزير الزراعة من جولته في شمال المملكة تم بدأ العمل.
وهنا تكثفت الجهود من قبل وزارة الزراعة في عام 1381 ميلاديا لإحياء شمال البادية وكان هدف الوزارة هو تنفيذ مشروع زراعي لاستقطاب الأهالي من البادية للعمل في الزراعة.
وبذلك عادت الحياة إلى الأراضي في شمال البادية وتخلص سكان مدينة نجد السعودية من سنة الجوع بفضل المجهودات المبذولة من الملك سعود.
حيث كان قراره الذي أخذه عامل كبير في استعادة الحياة على هذه الأرض مرة أخرى.