نقدم لكم عبر هذا المقال الإجابة القاطعة عن سؤال ما حكم تفسير الاحلام ، الأحلام هي جمع لكلمة حُلم، والحلم هو مجموعة من التخيلات المتسلسلة التي تحدث للفرد أثناء نومه، وقال بعض الفلاسفة في الأحلام أنها عبارة عن وسيلة تحدث للفرد كي تشبع رغباته، وحاجاته المكبوتة التي لا يمكنه القيام بها في الواقع مع التفكير المستمر فيها فتأتي له على شكل حلم في المنام حيث يعيش الفرد في الحلم الحياة التي يرغب في العيش بها، ولكنه لا يتمكن من فعل ذلك كما من الممكن أن يحلم الشخص بحلم لا يعرف معناه فيكون مبهم بالنسبة له، أو يحلم بشيء لا يرغب في رؤيته.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة والرؤية ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تخزين من الشيطان ورؤيا مما يُحدِّث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليُصلِ ولا يُحدِّث بها الناس “ ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنتعرف على حكم تفسير الاحلام.
رأي محمد بن صالح العثيمين
على الإنسان ألا يتعلق بالأحلام، ولا يعطيها الاهتمام الكافي، ويعرض عنها فإذا اهتم بها لعب به الشيطان، وصار يُريه أشياء لا يرغب فيها، وتزعجه فالأفضل أن يتناسى الإنسان الأحلام، ولا يفكر بها، ولا يتذكرها عندما يستيقظ من نومه.
ويقول أيضًا أن الأحلام ثلاثة أقسام الأول من الشيطان حيث يرى فيه الفرد ما يغمه، ولا يمكن وقوعه، وذلك لأن الشيطان مهمته هي إدخال الحزن، والهم على الإنسان حيث قال الله عز وجل في سورة المجادلة : ” إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)”.
فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحد منا في منامه ما يكره أن يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويقول أعوذ بالله من شر الشيطان، ومن شر ما رأيت، وينقلب على جنبه الآخر، ولا يحدث بذلك أحد مهما كان ففي يوم جاء أحد الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : لقد رأيت في المنام أن رأسي قطعت، وسرت أركل لأبحث عنها فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك.
أما القسم الثاني يتمثل في الأشياء التي يُحدِّث الإنسان به نفسه دائمًا فإذا اهتم الإنسان بشيء، وأخذ يحدث نفسه به كثيرًا من الممكن أن يراه في منامه لهذا يُقال أحلام الناس من حديث قلوبهم أي إذا فكر الإنسان بشيء، وقلبه متعلق به فمن كثرة الهم فيه، والتفكير فيه قد يراه في المنام.
والقسم الثالث هو الرؤيا، وهذه الرؤيا تكون لها أثر طيب هادئة، وغير مفزعة، ومن الممكن أن يُحدِّث بها، ولكن يُحدِّث بها لمن يحبه، ولا يُحدِّث بها من يكره، أو يخاف أن يحسده عليها حيث قال والد سيدنا يوسف له رضي الله عنهما عندما جاءه ليقص عليه رؤيته انه رأى احد عشر كوكبًا، والشمس، والقمر رآهم يسجدون له قال له والده : لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدًا فإذا رأى الإنسان ما يحب، ويستبشر به فلا يحدث به أحد إلا من يحبه، ويريد له الخير.
فلا حرج في تفسير الأحلام، أو القراءة في كتب تفسير الأحلام، ولكن عليك أن تقرأ لعلماء أصابوا في هذا العلم حتى لا تتعلم شيء غير صحيح مثل : كتب ابن سيرين، وغيره من المفسرين للأحلام، والدليل على ذلك فقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ما يأتي: “أنَّ رَجُلًا أتَى رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: إنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ في المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، فأرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها، فَالْمُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ، وإذَا سَبَبٌ واصِلٌ مِنَ الأرْضِ إلى السَّمَاءِ، فأرَاكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، واللَّهِ لَتَدَعَنِّي فأعْبُرَهَا، فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: اعْبُرْهَا، قالَ: أمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلَامُ، وأَمَّا الذي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ والسَّمْنِ فَالقُرْآنُ، حَلَاوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ والمُسْتَقِلُّ، وأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرْضِ فَالحَقُّ الذي أنْتَ عليه، تَأْخُذُ به فيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ مِن بَعْدِكَ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ به، ثُمَّ يُوَصَّلُ له فَيَعْلُو به، فأخْبِرْنِي يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، أصَبْتُ أمْ أخْطَأْتُ؟ قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أصَبْتَ بَعْضًا وأَخْطَأْتَ بَعْضًا، قالَ: فَوَاللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بالَّذِي أخْطَأْتُ، قالَ: لا تُقْسِمْ”.
فرواية الأحلام، وتفسيرها جائزين، ولكن إذا كان الحُلم جميل، وخير لصاحبه، وغير مفزع أما إذا كان غير ذلك فعليك أن تتناساه، ولا تذكره لأحد فربما لا يكون خيرًا لك.