نقدم لكم في مضمون هذا المقال فضل صلاة على محمد وال محمد ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير الخلق، وخاتم الأنبياء، ونبينا، وحبيبنا، وشفيعنا يوم القيامة بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وأخرجنا من ظلام الكفر، والضلال إلى نور الحق، والخير، والنجاة.
أوجب علينا الله سبحانه وتعالى بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لما فيها من مغفرة، وعفو، وتفريج للهموم، وكذلك لكسب الأجر، والثواب الكبير حيث قال تعالى في سورة الأحزاب : ” إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)” ففي هذه الأية أمر موضح من الله بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكريمًا، وتشريفًا له.
ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنتعرف على فضل الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وآله.
محتويات المقال
فضل صلاة على محمد وال محمد
من أفضل الصور التي تُصاغ بها الصلاة على النبي هي التي تشمل أهله، وأصحابه، والتابعين، ومن أشهر هذه الصيغ هي التي وردت في التشهد وهي : ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”
ففي هذه الصلاة تفريج للهموم، وتكفير الذنوب فعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ”
هذه أفضل الصيغ التي يستحب الصلاة على النبي بها، ولكنها ليست الوحيدة فهناك العديد من الطرق التي نتمكن من خلالها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والحصول على أجر منها، وهي :
اللهم صل وسلم، وبارك على نبينا محمد.
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد صلاة تُحل بها العقد، وتُفرج بها الكرب.
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد عدد ما كان وما يكون، وعدد الحركات، والسكون.
اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه صلاة ترضى بها عنا، وتطهر بها قلوبنا.
وغير هذه الأقوال فأي قول للصلاة على النبي مقبول عند الله، ويحصل صاحبه منه على الأجر، ولكن نريد الأفضل دائمًا.
فضل الصلاة على محمد وعلى آله وأصحابه
اتباعًا لأوامر الله تعالى، وامتثالًا له رغبة في الحصول على الأجر، والثواب فقال الإمام السعدي رحمه الله تعالى عن هذا القول: “هو اقتداء باللّه سبحانه وملائكته عليهم الصلاة والسلام، وجزاء له صلى الله عليه وسلم على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم”.
التقرب إلى الله، وذكره، والحصول على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: “يقول اللهُ تعالَى : أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً”.
الرغبة في رد الرسول صلى الله عليه وسلم علينا السلام فيأتي علينا بالعفو، والمغفرة، وصلاح الأحوال فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: “ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ”.
توثيق الصلة بين العبد، ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى بعد وفاته فمن يرغب في عقد الصلة بينه، وبين النبي صلى الله عليه وسلم عليه المداومة على قول هذا الذكر فيبلغ النبي صلى الله عليه وسلم في أي مكان فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: “لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ”.
دلائل الصلاة على محمد وعلى آل محمد
الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم دليل على الكرم، والجود فمن ذُكرَ أمامه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يصلِ عليه كان من البخلاء فعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: “البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ”.
الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وحبه دليل على اكتمال الإيمان فمحبة الله، وطاعته مشروطة بمحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتنفيذ أوامره فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ”.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تجعلك من أولى الناس بشفاعته يوم القيامة فعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: “أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً”.
الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ترفع درجاتنا يوم القيامة في الجنة، وتحط عنا الخطايا، والذنوب فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ”.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببًا من أسباب استجابة الدعاء فعن فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه قال: “سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ”