نعرض لكم في هذا المقال شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ، تعد السنة النبوية الدستور، والمنهج الذي يسير المسلمون عليه، ويتبعونه في حياتهم كي يسلكوا الطريق الصحيح، وينالوا رضا الله، وعفوه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباع سنته، والالتزام بأقواله، وأفعاله فهو لا ينطق عن الهوى، ولكن الله يوحي إليه، وهو يبلغنا بما أوحى إليه الله سبحانه، وتعالى فالقرآن الكريم، والسنة النبوية منهاج حياتنا للنجاة في الدنيا، والأخرة.
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى “.
شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين، وعلاقتهم ببعض بالجسم الواحد الذي إذا مرض به أي عضو شعر الجسم كله بالتعب فأمة الإسلام أمة واحدة مترابطة، ومتحدة فهذا التشبيه خلت منه مظاهر المبالغة، ولكنه صحيح بالكامل.
ولكل مصطلح من هذه المصطلحات التي ذُكرت في نص الحديث معنى مختص بها فالتوادد يعني التواصل من أجل نشر الحب، والود بين الأفراد كالزيارات، وتبادل الهدايا في المناسبات، وهكذا أما التراحم فالمقصود به أن نتراحم فينا بيننا، ويرحم بعضنا بعضًا لأننا أخوة في الإسلام، والتعاطف هو أن نُعين بعض على الخير، وفي الشدائد نقف بجانب بعض لنصبح أقوياء، ولا يستطيع أحد كسرنا، أو الاعتداء علينا.
فالأمة الإسلامية هي الجسد، والمسلمون هم الأعضاء فإذا أصاب الجسم مرض مرضت الأعضاء تأثرًا به فهذه الأمة الإسلامية دون أي تكليف في التعبير إذا أصاب أحد منها أذى، أو ضرر تأثر الباقي على هذا الشخص كأن الأذى قد ألحق بهم أيضًا.
فالنبي صلى الله عليه وسلم خص المؤمنين بهذا القول أي كل مؤمن بالله، وبكتابه، وسنته حقًا هو المقصود، وهو من يدرك معنى هذا الحديث، وقيمته فالكثير منا مسلمين، ولكن المؤمن وضعه خاص فهو من يقف على أرض صلبة، ويتجنب المعاصي خوفًا من الله، ويتقيه في كل شيء قبل أن يهم بفعله.
فالمؤمنون هم أصحاب القلوب اللينة، والمعمرة بذكر الله، ورضاه لذلك شبههم الله بخير الأشباه، وهو الجسد حيث أنه جزء واحد، ولا يمكن تفككه، ولا فصل شيء من شيء فيه، وإذا انفصل جزء منه عن باقي الجسم حدث خلل في الجسم كله فما أعظم هذا التشبيه بمقارنة بحال المؤمنين مع بعضهم.