إليكم اليوم مقالاً عن شرح حديث كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. هذا الحديث من أروع الأحاديث التي رواها النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” وقال لأصحابه ناصحاً لهم حتى يعلمهم أن لكل فرد من أفراد المجتمع دور جيب عليه أن يؤديه حتى يتحقق نجاح المجتمع. فيجب على كل مسلم وضعه الله في مكنا معين أن يعلم أن عليه مسؤولية كبيرة جداً يجب أن بقوم بها على أكمل وجه ممكن لأن الله سوف يسأله يوم العرض عليه عنها له أدها بالشكل المطلوب أم أنه تهاون في أدائها فتعالوا لنتعرف على شرح تفصيلي لكل جزء في هذا الحديث من خلال برونزية.
محتويات المقال
شرح حديث كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
الراعي هو الشخص الذي يحفظ الشيء ويؤتمن عليه. وينسب إلى كلمة الرّعي والتي تدل على الحفظ والرعاية وكل شخص أسند إليه حفظ أمر أو تدبيره وإصلاحه فهو راعي. وتختلف الراعي حسب الدور الذي وكل إلى الشخص القيام به والرعاية في هذا الحديث جاءت أولاً عامة لتشمل المسلمين كلهم ثم بعد ذلك خصصت بأهم الأدوار في المجتمع وهي :
شرح الجزء الأول من الحديث
أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ في هذا الجزء من الحديث يشير النبي “صلى الله عليه وسلم” أن كل إنسان مسلم في هذه الدنيا تقع عليه مسؤولية كبيرة يجب أن يقوم لها على أكمل وجه وعلى قدر استطاعته كما حتى ولو لم تذكر في الحديث الشريف فالموظف والعامل والمعلم والطبيب والمهندس كل هؤلاء من أفراد المجتمع وجزء لا يتجزاء منه ويجب عليه أن يقوموا بأداء واجبه على الوجه الأمثل فأن كلاً منهم يقع على عاتقه مسؤولية الكثير من الأفراد والله “عز وجل” سوف يسأله عنهم يوم القيامة.
شرح الجزء الثاني من الحديث
(فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) بدأ الرسول “صلى الله عليه وسلم” بدور من أهم الأدوار التي يجب أن تكون موجودة في المجتمع حتى يستقيم المجتمع ويصلح ويصبح في مقدمة الأمم وهو دور الأمير أو الرئيس فأنه بصلاحه ورعايته يصلح المجتمع كله فهو مسؤول أمام الله عن كل شيء يحدث داخل الأمة التي ولاه الله عليه فهذا عمر بن الخطاب يقول: لو عثرت دابة في العراق لسألني الله عنها لما لم تصلح لها الطريق يا عمر. فهذا كان حال الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم فهم يعلمون تمام العلم أن لكلاً منه دور ومسؤولية كبيرة جداً وأن أدق وأصغر أمر يحدث داخل داخل الأمة التي يحكمونها هم مسؤولين عنه مسؤولية كاملة.
شرح الجزء الثالث من الحديث
(وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْهُمْ) أن الرجل قبل أن يتزوج يكون مسؤول عن أمه وأبيه ويجب عليه أن يرعاهما ويقوم على خدمته ثم بعد أن يتجوز يصبح مسؤول عن زوجته وأولاده ويهتم بهم. ويعمل في عمل حلال حتى يوفر لهم المأكل والملبس والمشرب كما أنه يجب أن يعطف ويحنوا عليهم ويكون لهم نعم الأب والسند ويكون لزوجته نعم الزوج وخير رفيق فأنه أباً لها بعد أبها ولا يجب أن يحصر الرجل دوره مع أهل بيته في توفير الاحتياجات المادية وأنما يجب أن يؤدي دوره المعنوي كذلك.
شرح الجزء الرابع من الحديث
(وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ) يجب أن تكون الزوجة خير راعية في بيت الزوج وتقوم على خدمته هو والأولاد وتوفر لهم العطف والحنان الكافي الذي يجتاحونه منها فيه المصدر والملجأ الأول لهم في هذه الحياة ولا يمكن لأي شخص من الأشخاص أن يقوم بالدور الذي تقوم به أبداً فالزوجة الصالحة خي التي تحفظ مال وعرض زوجها في غيابه وحضروه وأن أمرها بأمر تطيعه وتربي له أولادة تربية صالحة حتى ينفعوا الأمة الإسلامية كلها.
شرح الجزء الخامس من الحديث
(وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ) أخر أمر تحدث عنه الحبيب محمد”صلى الله عليه وسلم ” في الأدوار الاجتماعية هو دور الخادم وأنه لابد له أن يحفظ مال سيده ويراعي ربه في عمله والأمر هنا ينطبق على كل فرد وموظف من الموظفين في المجتمع فيجب أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يحكموا ضمائرهم دائماً فأن من يأخذ أجراً وهو لا يقوم بالعمل ويلقي بالمسؤولية كلها على غيره فأنه يأكل من مالاً حرام ومعاذ الله أن يأكل الشخص من مالاً حرام فيجب على كل مسلم أن يصون الأمانة التي كلفه الله بها ورعاها لأنه سيسأله عنها يوم العرض عليه.