نقدم لكم عبر هذا المقال سبب تسمية سورة المائدة ، سورة المائدة من السور المدنية التي نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد الهجرة تضمنت هذه السورة كيفية التعامل مع أهل الكتاب، والتفريق بين الطيبات، والخبائث، وتحريم الخبائث، والحث على تركها حتى لا يتعرض صاحبها للهلاك، والعذاب فقد روي عن عائشة أم المؤمنين من حديث جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة رضي الله عنها، فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، قالت:”أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال، فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرموه”.
فجعل الله عز وجل القرآن الكريم وسيلة الهداية، والصلاح في هذه الدنيا انزله على عباده ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، وليكون الدستور، والقانون الذين يسيرون عليه في حياتهم هو، والسنة النبوية، وتعد سورة المائدة من السور الطويلة، والسورة الخامسة في المصحف الشريف من حيث الترتيب كما تحتوي على 120 آية، وتقع في الجزء السادس، والسابع.
ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنتعرف على سبب تسمية سورة المائدة.
محتويات المقال
سميت سورة المائدة بهذا الاسم نسبة إلى كون جماعة من البشر يُطلق عليهم بني إسرائيل أرسل الله عليهم عدة رسل فكذبوهم جميعًا، ولم يؤمنوا بهم إلا عدد قليل جدًا، وكان سيدنا عيسى عليه السلام هو آخر الأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل على هؤلاء الجماعة فأنذرهم كثيرًا من الكفر، والشرك، وأمرهم بعبادة الله وحده فلم يؤمن به إلا فئة قليلة سميت بالحواريين.
هذه الجماعة من أكثر بني إسرائيل رقة في القلب، وطيبة في النفس، وإيمان بالله فأخلاصوا نيتهم لله عز وجل، وجاءت التسمية من هذه اللحظة حيث طلب الحواريين من عيسى عليه السلام أن يطلب من الله سبحانه وتعالى إنزال مائدة من السماء عليهم، وكلمة مائدة هي محور الموضوع لهذا سميت هذه السورة بسورة المائدة حيث قال الله تعالى فيها : ” إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)”.
وسميت سورة المائدة أيضًا بسورة العقود حيث ذكر فيها هذا اللفظ في بدايتها حيث قال الله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)”.
كما أن هناك مجموعة من الصحابة أطلقوا عليها سورة الأخيار لما يوجد فيها من الوفاء بالعهد حيث ورد في كتاب “كنايات الأدباء” لأحمد الجرجاني: يقال: “فلان لا يقرأ سورة الأخيار، أي لا يفي بالعهد، وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمون سورة المائدة سورة الأخيار”.
والمنقذة حيث أنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب، والهلاك فقد روي عن النبى صلى الله عليه أنه قال:“سورة المائدة تدعى في ملكوت الله المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدى ملائكة العذاب”.
فالقرآن كلام الله تعالى، وكله خير، وبركة، وأحسن الحديث، وأطهره فهو معجزة نزلت لنا من عند خالق الأكوان فسورة المائدة جاءت بالأحكام، والموضوعات الهامة التي لا يمكننا العيش بدون تنفيذها، والعلم بها، ولا تستقيم أمور الدنيا بدونها لذلك علينا المداومة على قراءتها، ومعرفة تفسيرها، وما تحتويه من أحكام حتى تتبعها في حياتك، وتنل رضا الله، وبركته منها.