اليوم سوف نقدم في مقالنا هذا خطب مكتوبة قصيرة مؤثرة. ومن الممكن الاستعانة بها في إحدى خطب يوم الجمعة الجميلة التي ينتظرها المسلمين جميعاً لسماعها لعلمهم بما فيها من تعاليم لديننا الإسلامي لابد من الالتزام بها ومعلومات عن هذا الدين من الواجب علينا معرفتها. ونحاول في كل مرة نتحدث فيها عن الخطب أن نقوم باختيار أمر جديد عن السابق. فقط كل ما عليكم هو متابعتنا على برونزية.
محتويات المقال
بسم الله الرحمن الرحيم، نقول الحمد لله رب العالمين على كل شئ وأمر ينعم علينا به. نحمده ولكن نستعيذ به من شرور النفس التي تأمرنا في كل لحظة بالسوء، ونتمنى من الخالق سبحانه وتعالى أن يُديم علينا نعمته من الاسلام. وتذكر دائماً أن من يهدي الله فلا مضل له.
أيها الأخوة المسلمين والأخوات نعرض عليكم اليوم خطبة عن الفاروق سيدنا عمرو بن الخطاب رضي الله عنه، واحداً من أكثر الرجال في عهد نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تديناً وشجاعة لا يوجد مثلها وكرماً، وغيرها من الصفات الحسنى التي تمتع بها الفاروق _رضي الله عنه_ وحده.
كان واحداً من أبناء مكة المكرمة، والذي ولد في عام 590 هجرياً بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشر سنوات. وكان من أبناء واحداً من العائلات المعروفة والشهيرة في مكة والغنية. حيث كان يعود بنسبه إلى قبيلة بني عدي بن كعب من قريش. والذي كان يتصف بأنه إذا أحب شئ اتقنه حتى قبل دخوله الإسلام فكان أحد الفرسان الذي برع في ركوب الخيل، وكان أيضاً من محبي المصارعة. كما كان متعلماً بارعاً في القراءة والكتابة حتى قبل دخوله الدين الإسلامي.
لا تتخيلوا أيها المستمعين أحبائي كم العداوة والحقد والكره الذي كان يكنه سيدنا عمر بن الخطاب لنبي الله محمد (ص) في البداية. ومدى رفضه تماماً للدعوة الإسلامية، حيث كان يرى في سيدنا محمد هو الشخص الذي قام بالتفريق بينهم بسبب دخول البعض هذا الدين والاقتناع به عن ظهر قلب. كما كان يقول أنه من سبّ آلهتنا، ودمر أحلامهم وشتت شملهم.
وكان هو مصدر رعب لكل من دخل في الإسلام من أهل قريش، ولكن من الغريب أنه أخته وزوجها الذي كان هو ابن عمهم دخلوا في الإسلام مع غيرهم خفية. ولكن كانوا الدرجة الأولى التي ساعدته على الدخول في الدين الحنيف. وبينما كان سيدنا عمر ذاهباً للقضاء على سيدنا محمد اعترضه أحد الأشخاص في الطريق وطلب منه أن يتوقف عنه إيذاءه بل وأخبره عن إيمان أخته فاطمة بن الخطاب وزوجها سعيد بن زيد.
توجه إلى بيت أخته بينما كان يشتاط غيظاً، ووجد عندهم الصحابي خبّاب رضي الله عنه يعلمهم القرآن. فبدأ بالتوجه إلى أخته وصفعها هي وزوجها. وفي لحظة ما استمع عمر بن الخطاب إلى إحدى آيات الذكر الحكيم وسبحان من يهدي من يشاء تسلل الذكر والنور إلى داخل قلبه. وانشرح صدره بنور الإيمان، وكان إيمانه بعد خمس سنوات فقط من البعثة النبوية.
ومن بعدها خاض سيدنا عمر بن الخطاب الكثير من المعارك والفتوحات، وكان يقول أحد الصحابة عن المسلمين (ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر). حيث كان قوياً، وشجاعاً، ولا يقدر عليه أحد. وبعد موت نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تولى أحد الخلفاء الراشدين، وهو من العشرة المبشرين بالجنة.
تولى سيدنا عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة سيدنا أبي بكر الصديق، وكانت في السنة الثالث عشر من الهجرة. وكان عهده مملوء بالعدل، وكانوا يقولوا بعد وفاته إذا سألتم عن العدل فقولوا قد مات عمر.
وتوسعت في عهده الدولة الإسلامية حتى أنها ضمت العراض، والشام، ومصر، وفارس، وليبيا، وبيت المقدس، وسجستان. وتم اغتياله على يد أبو لؤلؤة المجوسي لعنة الله عليه في عام الرابع والعشرين من الهجرة. وكانت حياته مثال يقتدى به جميع الشباب من المسلمين وخصوصاً في تحقيق العدل.
وفي النهاية أعزائي المستمعين نود أن نقول لكم إذا رغبتم في تحقيق العدل والاتصاف بالشجاعة فعليكم أن تقوموا بقراءة المزيد من حياة سيدنا عمر بن الخطاب. فكانت أيضاً حياته مملوءة بالعطاء، والتضحية، وتحقيق الإنجازات والفتوحات.
وفي النهاية نود أن تكون قد نالت خطبتنا إعجابكم؛ والتي كانت تتحدث عن نبذة مختصرة عن حياة الفاروق الذي لم يأتي حتى الآن رجلاً شجاعاً وعادلاً مرة ثانية في حياة الجميع.