نعرض عليكم خطبة الجمعة قصيرة مؤثرة مكتوبة . من أجمل الشعائر التي تقشعر لها الأبدان هي الخطب التي يتم إذاعتها في كل صلاة بيوم الجمعة. حيث تحمل الكثير من المعاني والمفاهيم الأخلاقية الراقية التي لا مثيل لها ولا بديل. واليوم قد قررنا من خلال برونزية أن نقدم لحضراتكم خطبة جميلة يمكن أن تستفادوا منها الكثير، فقط كل ما نطلبه أن تبقوا معنا على برونزية.
محتويات المقال
إن الحمد لله، نحمده ونشكره سبحانه وتعالى على جميع نعمه التي منّ علينا بها. ونستعين به في قضاء حوائجنا _عز وجل_ فله الملك وله الكلمة الأولى والأخيرة. كما أنه اهتدنا لخير الأعمال، وأنزل علينا الهدى والفرقان. وخلقنا وميزنا عن سائر المخلوقات بأن جعلنا مسلمين.
إخواني الأعزاء كل عام وكل يوم وأنتم في أتم حال ونعمة. فكل جمعة تمر علينا هي بمثابة عيد جميل وسعيد، وكل يوم يأتي ونحن في صحة وعافية هو أيضاً احتفالاً ومناسبة. وها الأيام تمر بسرعة البرق، فيبدأ الأسبوع ونرى في لمح البصر أننا أصبحنا بأخره. ولكن من الجميل أننا تقابلنا مرة ثانية لنلقي عليكم خطبة؛ ما هي إلا كلماتً معبرة ومنمقة. غير أننا اليوم سنروي عليكم الخطبة عن رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. فوالله إن بدأ الحديث عن نبينا الشريف بأخلاقه وحياته وصفاته لا ننتهي أبداً حتى العام القادم. فصلوا عليه جميعاً وسلموا تسليماً كثيراً
أما بعد؛
نود أن نقول أن محمداً صلى الله عليه وسلم تطيب له القلوب، وتهأ بسيرته الطيبة النفوس، وتقرّ به العيون. كيف لا نشتاق إلى سيرة الغالي المتواجد في قلوب الجميع بطيب السيرة والخُلق.
فنجد أن جميع المسلمين من بداية الإسلام وحتى إلى يوم الدين حيث يبعثون نحنّ جميعنا إلى رؤية وجهه الكريم. كما أني أقول لكم لا تنحرج أخي المسلم الصادق أن تنزل دموعك شوقاً إلى النظرة إلى وجهه الجميل أو تكون قد طوقت حباً إليه. فكل هذه الصفات الكريمة التي تتصف أنت بها تدفعك إلى زيادة تعظيمه وإجلاله وتكريمه. والنظر بالشكل الصائب إلى مكارم الأخلاق التي وردت لنا. فكان طيب القلب، وصادقاً، أميناً، لا يكره الخير لأحد، ولا يتمنى شراً لأحد. صلوا عليه وسلموا تسليماً كثيراً.
فهو من علمنا العفو والمصافحة، واجتناب الكبائر والمحرمات الموجودة في الإسلام، والبعد عن الخديعة والنميمة والحقد والحسد والتكبر. فكان يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء) رواه الترمذي وصححه الألباني. ولم يكتفي بذلك فقد أوضح لنا جميع الأمور في هذه الدنيا، وكانت السيرة النبوية الخاصة به تسهل علينا العديد من الأمور المخلوطة على المسلمين من خلال أحاديثه الشريفة
نصحنا في كثير من الأحاديث بالمواظبة على الصلاة، والزكاة، والحفاظ على الصوم. فقال ( اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنّة ربّكم) رواه الترمذي حديث حسن صحيح. وأمرنا بالتحلي بالصبر الذي علمنا بعد ذلك أنه يقي الإنسان كثيراً من الوقوع في شرور نفسه وسيئات أعماله. فهو يحفظ النفس ويهدأ من روعها. فقال عن الصبر، قال صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل النّاس يغدو فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم.
فلا تجد في هذا الكون أشجع من نبينا الكريم ذو الوجه البشوش، ولا أعدل منه، ولا أحن منه على عباد الله سبحانه وتعالى. فمن قبل أن تنزل عليه النبوة مع سيدنا جبريل عليه السلام وكان صادقاً أميناً يحبه الناس ويقدرونه لأمانته وحُسن خُلقه.
وها قد أتممنا عليكم خطبتنا، وفي النهاية نوصيكم بتقوى الله يا عباد الرحمن _ عز وجل_. وأن تتحلوا بأخلاق سيدنا محمد ونكون خير أمةً له. فلقد وجدنا إسلام بلا مسلمين، ومسلمين بلا إسلام. فنحن أحق بديننا من الكفرة الذين ليس لهم ملةُ ولا دين. فتحلوا بالصبر والصدق والاحترام للكبير والصغير، والعطف على الجميع، واصبروا وصابروا ورابطوا وفي آخر القول اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.