نتحدث معكم اليوم عن موضوع هام للغاية وهو حكم الاستثناء في اليمين والذي يعد أحد الأحكام الفقهية التي يختلف فيها الكثير من أبناء الدين الإسلامي لذا لا بدَّ من بيانها، حيث أن كل حكم من جميع أحكام الشريعة الإسلامية قد يهدف بشكل ما إلى نفع الإنسان وتيسير جميع أموره في الدنيا والآخرة، وأيضاً يعمل على تنظيم حياته، ونحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نضع الضوء على كل ما يخص التعريف بمعنى هذا الاستثناء في اليمين، و أيضاً سنذكر حكمه وجميع شروطه التي تحقق صحَّته، هذا بالإضافة إلى إمكانية توضيح حكم تكفير هذا اليمين الخاص بالاستثناء، وأيضاً حكم قول إن شاء الله بعد أن يتم الحلف بمدة.
محتويات المقال
ما هو الاستثناء في اليمين
في البداية يجب أن نقول أن اليمين بشكل عام هو ما يخص الحلف على أمر ما بشكل خاص وذلك لتوكيده أو إثباته والذي يكون أيضاً عن طريق ذكر اسم الله عز وجل أو يكون عن طريق صفة من إحدى صفات الله تعالى وأسمائه.
ولليمين أيضاً مجموعة صيغ وعبارات متنوعة ومُختلفة.
وهي جميعاً تكون صحيحة وجائزة وهذا ما لم تخالف أي من شروط اليمين الشرعية.
وأيضاً ما لم يكن هذا الحلف بغير الله تعالى.
ويذكر أن الاستثناء في الحلف أو في اليمين، هو أن يقوم المسلم باستثناء أمر ما بشكل خاص عند القيام الحلف أو أن يقوم بتعليق اليمين هذا بمشيئة الله عز وجل ويكون عن طريق قول جملة : “إن شاء الله” بعد القيام بهذا اليمين، فيكون هنا اليمين مُستثنًا بشيء ما مُحدد ويكون هو مشيئة الله تعالى.
حكم الاستثناء في اليمين
حيث إنَّ حكم الاستثناء في الحلف أو اليمين هو في الأصل جائز ومشروع.
ولا يوجد حرج ما في القيام بالاستثناء عند اليمين أو الحلف على أمر ما.
وان يتم تعليق هذا اليمين أو الحلف بقدرة الله تعالى ومشيئته.
حيث يكون من حلف يمينًا أو من قام باستثناء فإنَّ يمينه هنا لا يُحنث بشكل ما إذا خالف ما تم الحلف عليه.
وهذا ما قد ورد بشكل واضح في حديث النبي الكريم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “مَن حَلفَ على يمينٍ، فقالَ: إن شاءَ اللَّهُ فقد استَثنَى”.
ولكن يجب أن يُحقق هذا الحلف أو اليمين جميع الشروط و إلي تُحقق صحَّة هذا الاستثناء.
شروط الاستثناء في اليمين
حيث يكون من اجل ثبوت صحَّة الاستثناء في هذا اليمين انه لا بدَّ من تحقق
مجموعة من الشروط، والتي تكون كالتالي:
أن يكون الشخص
القصد بالاستثناء هو تعليق هذا اليمين بمشيئة الله عز وجل تعالى لا بقصد أن يتم
التبرك بقول المشيئة فقط.
إن يحرص على أن
يتصل هذا الحلف أو اليمين والاستثناء بشكل مباشر وذلك باستثناء وجود شيء ما عارض
خارج بقوة عن القدرة كالسعال أو حدوث حالة من العطاس.
أن يقوم الشخص غيضاً
بأداء الاستثناء لفظًا ويقوم بالنطق به، وهذا لأي يكتفي فقط أن يستثني في قلبه.
كفارة اليمين عند الاستثناء
حيث إنَّ الاستثناء في الحلف أو اليمين وتحقيق الشروط اللازمة يكون للاستثناء
وقصد الاستثناء هنا بحد عينه في ما يخص اليمين:
و هو أمر يُبعد
الشخص أو العبد عن حرج يخص الوقوع في الكفارة،
فإنَّ هذا يعد
استثناء الحلف واليمين وتعليقه فقط بمشيئة الله عز وجل ،
ولكنه ليس له أي
كفارة في حال الحنث وعدم التحقق،
حيث يكون هذا من
الاستثناء في اليمين والتي يعد عادة من عاداته ويكون وشكَّ في يمين ما قام به
الشخص،
في جميع استثنائهم فإنَّه يُحمل على أنَّه أيضاً
استثنى،
وكان قد وضَّح
ذلك الشيخ لغلام في قوله: “وَمَنْ شَكَّ فِي هذا الِاسْتِثْنَاءِ، وَكَانَ أيضاً
من عَادَتِهِ الِاسْتِثْنَاءُ، فَهُوَ كَمَا لَوْ عَلِمَ أَنَّهُ اسْتَثْنَى“.
قول إن شاء الله بعد الحلف بمدة
حيث إنَّ اتصال الاستثناء باليمين يعد هو أهم شروط هذا التحقق الذي يخص صحَّة
الاستثناء في اليمين،
وإنَّه أيضاً لا يجوز باي شكل الفصل بينهما إلا من خلال عارض طارئ يكون خارج عن الإرادة وذلك كحصول السعال أو العطاس.
وإنَّ منح هذا الحلف على أمر شخصي أو أي امر آخر وحنث به هنا وجبت عليه الكفارة.
وليس له أن يقوم بأي استثناءات بعد مرور مدة من زمن هذا اليمين.
ويكون من أدلة عدم جواز التفريق الخاص بين الاستثناء وأيضاً الحلف بمدة زمنية طويلة وذلك كما جاء في قوله تعالى في الكتاب الكريم: “وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ“.
حيث أنه لو جاز الاستثناء بعد أن يتم الحلف لأمر الله تعالى أن النبي أيوب الكريم بالاستثناء لا بعدم الحنث.
حكم الإسراف في حلف اليمين
حيث يُعدُّ حلف اليمين من اهم الأُمور الجائزةِ شرعاً وذلك عند الحاجة إليه،
كمن يُريد ان يعتمد على اليمين في إثبات حقٍ ما.
أو يتم تأكيد أمرٍ مُهمٍ، ويُكره أن يتم الحلف بالله -تعالى- في غير حاجةٍ، وذلك حسب ما جاء في قول الله عز وجل (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ).
حيث يتم تعليق اليمين في ذمّة شخص الحالف، فإذا حلف به وجب عليه أن يَبرّ هذا اليمين الخاص يه أي “يؤدّيها ويقوم بها ويُوفي بها”.
وذلك حسب ما جاء في قول الله تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
ما حكم حلف اليمين
حيث توجد خمسة أحكامٍ متنوعة ومختلفةٍ لحلف اليمين، وهنا يكون بيان كُلّ
واحدةٍ منها بشكل ما :
اليمين الواجبة: وهي تعد اليمين
والتي يُنقذ بها شخص المسلم إنساناً معصوماً للغاية من الهلاك.
اليمين المندوبة: وهي تكون كمن
يحلف للإصلاح بشكل كبير من اجل أن يتم بين النّاس، أو يكون من يحلف لأجل أن يقوم
عملٍ مُستحبٍ.
اليمين المُباحة: وتكون كمن يحلف أيضاً
على شيءٍ مُباحٍ، أو أي شخص يقوم بحلف لترك مباحٍ، أو أن يكون لتأكيد أمرٍ مُعيّنٍ.
اليمين المكروهة: وتكون كالحلف على
فعل أمرٍ ما مكروهٍ، أو أن يتم ترك مُستحبٍّ، أو يتم الحلف في البيع والشِّراء.
اليمين المُحرّمة: وهو يكون كالحلف
بشكل الكاذب المُتعمّد، أو أن يتم الحلف على فعل شيء ما يعد معصيةٍ أو ترك شيء
واجبٍ.
ما هو اليمين الغَموس
حيث يكون هو اليمين الكاذبة عن قصد، والتي يكون سواءً كان حلفها بشكل ما في الماضي أو يكون في الحاضر، ويكون أيضاً نفياً أو إثباتاً،
وهي أن يحلف المسلم أو الإنسان على شيءٍ ما وهو يعلم أنّه غير صحيح وكاذبٌ، وأجمع جميع العُلماء على أنّ من يقوم بحلف يميناً غموساً فيعد آثم، كما يجب عليه أن يتوب من هذا الأمر،
وذلك لِقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن حَلَفَ يَمِينَ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ بها مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وهْوَ عليه غَضْبانُ)
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، والذي بينا من خلاله حكم الاستثناء في اليمين وأهم الأحكام التي تتعلق باليمين، وذلك من خلال مجلة برونزية.