يسأل الكثير من الأشخاص عن حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة حيث أن لكل مذهب رأي خاص في هذا الصدد فمنهم من قال بأن الكلب ليس بنجس ومنهم من قال بأنه نجس.
ولكل منهم حجة خاصة يدافعون بها عن رأيهم الخاص ولكن أين الصواب وما هو الرأي الصائب في هذا الصدد الذي شغل أذهان الكثيرين من الأشخاص الذين يرغبون في اقتناء كلاب.
فمن المتعارف عليه لدى مجمع أهل العلم أنه ورد في حكم تربية الكلاب أنه غير جائز إذا ما توافرت بعض الشروط الهامة جدًا التي تجعل اقتناء الكلاب وتربيتهم أمر جائز في دين الله الإسلام.
وتتمثل هذه الشروط فيما يلي: أن تكون تربية الكلاب بغرض حراسة الماشية أو بغرض الصيد أو الحرث، فإذا توافرت هذه الشروط ويكون هذا الغرض الرئيسي من تربية الكلاب فإن حكم التربية في ذلك الوقت يكون جائز.
وذلك إمتثالًا لحديث النبي محمد صل الله عليه وسلم عندما قال: “من اقتنى كلباً إلا كلب صيد، أو ماشية، أو زرع، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان”.
ويشير الحديث إلى أن تربية الكلاب بغرض غير الأغراض المذكورة في الحديث تنقص من أجر العبد قراطان يوميًا.
وذلك بخلاف أن تربيتها إيذاء للمنزل ونجاسة، بالإضافة لأنها تمنع دخول الملائكة إلى المنزل.
والجدير بالذكر أنه برغم ذلك إلا أن هذا الموضوع اختلف فيه الفقهاء من حيث نجاسة الكلاب.
حكم تربية واقتناء الكلاب على المذهب الحنفي
سوف نتعرف الآن على حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة وأول مذهب من هذه المذاهب هو المذهب الحنفي الذي سوف نعرض الحكم الذي ورد بخصوص موضوع اقتناء وتربية الكلاب فيه وذلك خلال النقاط القادمة:
حكم تربية واقناء الكلاب في المذهب الحنفي يشير إلى عدم جواز اقتناء الكلاب في المنزل.
حيث يرون في المذهب الحنفي أن الكلاب تكون طاهر عدا بعض الأشياء والتي تتمثل في لعابه وعرقه وبوله كما أن سائر رطوبته ككل كلها نجسة
حكم تربية واقتناء الكلاب في مذهب المالكية
وهنا سوف نقوم بالتعرف على حكم تربية واقتناء الكلاب في مذهب المالكية وسوف نوضح بعض الآراء الخاصة بالفقهاء في هذا المذهب كل ذلك وأكثر سوف نعرفه خلال النقاط القادمة:
الكلاب في مذهب المالكية يكون كله طاهر، ولكن ما ذكر في صدد طهارة الكلاب هو وأيضًا سائر رطوبته، لا يأخذ به كدليل يجيز اقتناء الكلاب.
وذلك لما ورد ذكره في صحيحين البخاري ومسلم في حديث سالم عن أبيه، أن النبي صل الله عليه وسلم قال: “من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان”.
كما أن الحديث جاء في رواية في صحيح مسلم بلفظ: “إلا كلب زرع أو غنم أو صيد”.
كما جاء من كتب مذهب المالكية أنه قيل في منح الجليل: *وشرط المعقود عليه طهارة وانتفاع، وعدم نهي عن بيعه وإن كان طاهراً منتفعاً به مأذوناً في اتخاذه؛ إذ لا يصح بيع ما نهى عن بيعه ككلب صيد*.
حكم تربية الكلاب على مذهب الحنابلة والشافعية
والآن سوف نتعرف على حكم اقتناء وتربية الكلاب في مذهب الحنابلة وأيضًا في مذهب الشافعية بالإضافة إلى الحجة التي يستدل بها هذا المذهب في حكمهم كل ذلك وأكثر خلال النقاط القادمة.
يرون في مذهب الحنابلة ومذهب الشافعية أن الكلاب نجسة العين بمعنى أنها نجسة ككل، ويقولون بأن الكلاب نجسة لذاتها.
ويستدل هذان المذهبان في حكمهم ورأيهم هذا على الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه والذي ورد ذكره داخل صحيح مسلم.
وهنا سوف نتعرف على حكم مخالطته الكلاب للإنسان وتربيتها في المنزل وما هي الشروط الواجب تنفيذها لتربية الكلام داخل المنزل وغيرها من الملومات الهامة جدًا التي يوف نعرضها لكم بشكل مبسط ويسير وذلك خلال النقاط القادمة:
من المتعارف عليه أن الكلاب نجسة، وهناك بعض الأحكام التي يجب تنفيذها ومعرفتها عند مخالطة الإنسان للكلاب بصورة عامة.
وذلك اقتداء بالحديث الشريف حيث قال نبي الله محمد صل الله عليه وسلم: “إذا ولغ الكلبُ في إناءِ أحدِكم، فليغسلْه سبعًا”، وفي رواية لِمسلم: “أولاهنَّ بالتُّراب”.
وأيضًا في لفظ أخر له: “وعفِّروه الثامنةَ بالتراب”، بالإضافة إلى لفظ لمسلم: “فليرقه”.
وكما نعلم جميعًا أن الكلاب تندرج مع فئة الحيوانات التي يكون تعاملها بالتعلق واللعق لأي شيء تحبه، مما يترتب عليه أن يصل الفم لذلك الشيء.
لذلك فقد ورد التحريم القطعي في مسألة ولوغ الكلاب داخل الإناء بأن المرء يكون مطالب بعدها بالغسل، وبالتالي ونظرًا لهذا التحريم فإنه يوضح بأن اللعاب الذي يخرج من فم الكلاب يكون نجس.
ولكن هناك اختلاف علماء في المسألة التي تخص نجاسة شعر الكلاب وسائر بدنهم.
كما أوضح بعض العلماء أن العبد الذي توضئ ومن ثم لمس شعر الكلاب فإن هذه اللمسة لا تقوم بنقض الوضوء.
وأضافوا بأنه إذا لمس العبد لعاب الكلاب أو أي رطوبة من الكلاب فإن في هذه الحالة يجب على العبد أن يتطهر.
كما أنه يجوز أن يقوم العبد باتباع المذهب المالكي الذي يقول بأن الكلاب طاهرة ككل، ولكن إذا أردت أن تخرج من هذا الخلاف بشكل تام فعليك أن تضع الكلب في حديقة المنزل أو على سطح المنزل أو داخل البلكونة.
وإذا لم يستطع العبد أن يوفر مكان للكلب في الخارج، فيجب على العبد في هذه الحالة أن يقوم بتخصيص غرفة داخل المنزل تكون مخصصة للصلاة فقط ويقوم العبد بمنع الكلاب من دخول هذه الغرفة مطلقًا.
حكم تربية الكلاب الصغيرة
والآن سوف نتعرف على آراء العلماء في مسألة تربية الكلاب الصغيرة وماذا قالوا وسوف نتعرف على ذلك خلال النقاط القادمة.
اتفق الفقهاء والعلماء على أن الكلاب الصغيرة من المحرم تربيتها، وذلك بسبب الأضرار التي تترتب في هذا الأمر وقد استدل العلماء بالكثير والكثير من الأحاديث الشريفة.
التي توضح بأن تربية الكلاب الصغيرة دون تحصيل منفعة منها في الأشياء الضرورية كالحراسة والصيد وأيضًا حماية المنزل فإنها لا تجوز مطلقًا.
فقد أجمع الفقهاء على أن جواز تربية الكلاب يكون مربوط بتحقيق منفعة ما للإنسان.
كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “من أمسَكَ كلبًا فإنَّهُ ينقصُ كلَّ يومٍ من عملِهِ قيراطٌ إلَّا كلبَ حَرثٍ أو ماشية”.
وأيضًا قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةُ تماثيلَ”.
وذلك بجانب قوله صل الله عليه وسلم: “طَهورُ إناءِ أحدِكم، اذا ولَغ فيه الكلبُ، أن يغسِلَه سبعَ مرَّاتٍ أُولاهنَّ بالتُّرابِ”.
والجدير بالذكر أن اختلاف العلماء يكون في صدد تربية الكلاب مع عدم وجود حاجة أو ضرورة لذلك.
ولكن اتفق الفقهاء على تحريم اقتناء وتربية الكلاب من دون وجود حاجة لذلك.