مجلة برونزية للفتاة العصرية

ابحث عن أي موضوع يهمك

تقوى الله و المراد منها

بواسطة: نشر في: 7 مارس، 2022
brooonzyah

تقوى الله و المراد منها ، تقوى الله ..تلك الراية البيضاء الخفاقة التي يرفعها العبد ، و تحميه من نفسه و الحرام ، و تعزز من ثقته بالله سبحانه و تعالى ، فهي سلاح قويم قوي ، و دونها ينفك عقد الدين ، ويتهدم بنيان الحياة ، ونجد العلاقات البشرية تشوبها الكثير و الكثير من الكوارث ، و كيف لا يكون هناك كوارث و قد غابت التقوى ، وغاب معها ذلك الرادع القوي ، وغاب معها ذلك المناحر الأكبر ، المناحر الذي يحارب الخبائث و الأخلاق السيئة ، إنها تقوى الله ، و في السطور القادمة سنلقي الضوء على مفهومها و الثمار التي يمكن أن تفيدنا بها ، و ذلك بالطبع حياتاً أو مماتاً.

ما هي تقوى الله ؟

  • التقوى في لغتنا العربية الأم هي الخوف و الحذر و الوقاية.
  • وفي الاصطلاح الالتزام بأوامر الله تعالى وترك الأشياء التي نهانا عنها .
  • وبهذا يقي المسلم نفسه من غضب الله تعالى ويفوز برضاه.
  • وقد صارت التقوى واحدة من أهم و أبرز أخلاق الدين و سجاياه القويمة.
  • و بالتالي فإن تدعيم شأنها و المحافظة عليها من الأسس الواجبة.

المنظور الإسلامى لتقوى الله

يقول عز وجل ” و من يتق الله يجعل له مخرجاً ” صدق الله العظيم ، و صدقت معه تلك البلاغة الراسخة ، فالتقوى هي حفظ النفس عمّا يوقعها في الإثم، وذلك بالالتزام الكامل  بكل أوامر الله، و الامتناع قدر الإمكان عن  ما ينهانا عنه ، وقد حثّ القرآن الكريم، وسنة الرسول- محمد صلى الله عليه وسلم- على ضرورة تقوى الله، لما لها من أثر عظيم على حياة الإنسان الدينية والدنيوية وجزائه في الحياة الآخرة.

أثر تقوى الله على العبد

  • تحقق تقوى الله تلك  المعادلة الصعبة بين كل من  حاجات النفس و حاجات الجسد.
  • وبين ما أمر به الله و الحاجات الروحانية ، و ذلك يجب أن يكون تحت سقف كون  الله سبحانه و تعالى  لا يأمر الإنسان بإهمال نفسه أبداً.
  • والانغماس في الطاعات، والابتعاد عن مخالطة الناس، بل يطلب منه أن يقوم بكل حقوق جسده عليه.
  • و لكن مع التزامه الشديد  ألا يتعدى على حقوق و حدود الله.
  • وذلك يؤكّد أن الدين الإسلامي دين اعتدال ورحمة ، و دين لا يرفض الغرائز البشرية و لكن يؤدبها و يوجهها إلى ما يصب في المصلحة العامة و الخاصة بشكل كبير .

 كيف يتم تطبيق التقوى فعلياً ؟

  • يمكن تطبيق التقوى فعلياً من خلال الالتزام المباشر بالطاعات، مثل التمسّك بسنة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم.
  • وعدم الانحراف إلى البٍدع ، والصيام عن كل شئ لا يرضى الله عنه.
  • و المخالطة المباشرة لصحبة الخير ، و البعد الكامل عن صحبة السوء.
  • و كذلك كثرة ذكر الله تعالى ، وتعظيم شعائر الله كلها.
  • فإن ذلك و بحسب ما جاء في القرآن الكريم من الأمور المندرجة تحت ” تقوى القلوب “.
  • والتفكّر في آيات الله تعالى، وقدرته في تصريف الكون.
  • وتدبير شأنه، فإن الله – تعالى أخبرنا في كتابه فقال -: « إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ».

تقوى الله تعالى والمراد منها

أما بالنسبة لتقوى الله تعالى ، فلها مردود عميق على المجتمع بشكل عام ، و كذلك على الشخص وأسرته بشكل خاص ، فبجانب كون التقوى ثواب دنيا و آخرة فهي شمس تشع نوراً ، و هذا النور كفيل أن يسير مصالح الناس بلا شوائب ، فلا سرقة مع التقوى ، و لا احتيالات مع التقوى ، و لا تفريط في الحقوق مع التقوى ، ولا تكدير للرزق مع التقوى ، فلقد تعهد الله تعالى أن يرزق المتقين من حيث لا يحتسبون ، و كيف بك وقد تعهد الله بنفسه سبحانه لك بسعة الرزق و يسره ! ، إنه و عزة الله لأمر عظيم ، و مكرمة ليس بعدها و لا معها مكرمة ، فالتقوى مفتاح السعادة ، و بؤرة التجلي و السمو الكبير في الدنيا و الآخرة.

و في الختام نكون قد علمنا تقوى الله و المراد منها ، و تطرقنا إلى أثرها البالغ على الفرض و على المجتمع ، فهي و الله سحابة كبرى تمطر عليك السعد و الهناء بإذن الله القدير، وذلك من خلال مجلة برونزية.

تقوى الله و المراد منها