تقوى الله و المراد منها ، تقوى الله ..تلك الراية البيضاء الخفاقة التي يرفعها العبد ، و تحميه من نفسه و الحرام ، و تعزز من ثقته بالله سبحانه و تعالى ، فهي سلاح قويم قوي ، و دونها ينفك عقد الدين ، ويتهدم بنيان الحياة ، ونجد العلاقات البشرية تشوبها الكثير و الكثير من الكوارث ، و كيف لا يكون هناك كوارث و قد غابت التقوى ، وغاب معها ذلك الرادع القوي ، وغاب معها ذلك المناحر الأكبر ، المناحر الذي يحارب الخبائث و الأخلاق السيئة ، إنها تقوى الله ، و في السطور القادمة سنلقي الضوء على مفهومها و الثمار التي يمكن أن تفيدنا بها ، و ذلك بالطبع حياتاً أو مماتاً.
محتويات المقال
يقول عز وجل ” و من يتق الله يجعل له مخرجاً ” صدق الله العظيم ، و صدقت معه تلك البلاغة الراسخة ، فالتقوى هي حفظ النفس عمّا يوقعها في الإثم، وذلك بالالتزام الكامل بكل أوامر الله، و الامتناع قدر الإمكان عن ما ينهانا عنه ، وقد حثّ القرآن الكريم، وسنة الرسول- محمد صلى الله عليه وسلم- على ضرورة تقوى الله، لما لها من أثر عظيم على حياة الإنسان الدينية والدنيوية وجزائه في الحياة الآخرة.
وتدبير شأنه، فإن الله – تعالى أخبرنا في كتابه فقال -: « إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ».
أما بالنسبة لتقوى الله تعالى ، فلها مردود عميق على المجتمع بشكل عام ، و كذلك على الشخص وأسرته بشكل خاص ، فبجانب كون التقوى ثواب دنيا و آخرة فهي شمس تشع نوراً ، و هذا النور كفيل أن يسير مصالح الناس بلا شوائب ، فلا سرقة مع التقوى ، و لا احتيالات مع التقوى ، و لا تفريط في الحقوق مع التقوى ، ولا تكدير للرزق مع التقوى ، فلقد تعهد الله تعالى أن يرزق المتقين من حيث لا يحتسبون ، و كيف بك وقد تعهد الله بنفسه سبحانه لك بسعة الرزق و يسره ! ، إنه و عزة الله لأمر عظيم ، و مكرمة ليس بعدها و لا معها مكرمة ، فالتقوى مفتاح السعادة ، و بؤرة التجلي و السمو الكبير في الدنيا و الآخرة.
و في الختام نكون قد علمنا تقوى الله و المراد منها ، و تطرقنا إلى أثرها البالغ على الفرض و على المجتمع ، فهي و الله سحابة كبرى تمطر عليك السعد و الهناء بإذن الله القدير، وذلك من خلال مجلة برونزية.