تعتبر البراكين إحدى الظواهر الطبيعية التي ينجم عنها العديد من العواقب على البشر مع تفاوت التأثيرات الناجمة عن الانفجار البركاني.
الرماد المنبعث من الفوهة البركانية يغطي الأراضي الزراعية والمساكن في المكان الذي حدث فيه الانفجار بسب السرعة التي حدثت بها ثورة البركان.
حيث تتراوح تلك السرعة بين 100 إلى 200 كيلو متر في الساعة.
يصعب تجنب المواد التي تخرج مع الانفجارات من الفوهة البركانية والتي تتكون من الغازات الساخنة المخلوطة مع الرماد البركاني ويمكن أن تتسبب في إصابة البشر بمشاكل تنفسية.
أيضا تتسبب المواد المنبعثة من انفجار البركان في ضعف الرؤية والإصابة بالصداع.
هذا بالإضافة إلى تأثير الانفجار الإيجابي بسبب تغطية الرماد البركاني للتربة مما يعمل على زيادة خصوبة تلك التربة ورفع معدلات الإنتاج.
اهتم الكثير من علماء الجولوجيا بدراسة تلك الظاهرة للتعرف على أسباب حدوث الانفجار البركاني وما هي نتائجه والخسائر الناجمة عنه.
البركان يتكون من خلال ثقب في سطح الأرض عبر هذا الثقب يتدفق الرماد والغازات الساخنة والصهارة المنصهرة التي تعرف بالحمم البركانية وشظايا الصخور.
ويتشكل من ذلك الثقب هرما حول الحفرة الموجودة في الأرض يتجمع حول ذلك الثقب المواد التي تتدفق من باطن الأرض.
تلعب البراكين دورا هاما لبناء التضاريس الهامة للكرة الأرضية حيث تعمل على تشكيل أماكن جديدة على سبيل المثال جزر هاواي التي تكونت نتيجة الحمم البركانية.
لا تقتصر وجود البراكين فقط على اليابسة وإنما تتكون في المسطحات البحرية أيضا مكونة الجبال البحرية وتوجد البراكين إلى جانب الجزر أو في سواحلها وهذا ينتج عنه زيادة مساحة تلك الجزر.
مكونات البراكين
البراكين كظاهرة طبيعية تتكون من عدة قطع مختلفة وفيما يلي سنتعرف على هذه القطع بصورة أوضح في النقاط الآتية::
غرفة الصهارة/ وهي تجويف في باطن الأرض وفيها تتجمع الغازات المنصهرة والصخور المنصهرة.
القناة/ بعض البراكين لديها قناة واحدة رئيسية والبعض الأخر يحتوي على عدة قنوات فرعية لخروج المواد المنصهرة في الأرض.
فتحة التهوية/ وتخرج من هذه الفتحات عناصر الصهارة ويوجد براكين بفتحة تهوية واحدة وبراكين أخرى بعدة فتحات.
الحفرة/ تتشكل الحفرة في الجزء العلوي من البركان حول فتحة التهوية نتيجة وجود الغازات المتسببة في الانفجارات.
المنحدرات/ تتكون الانحدارات من الحمم البركانية التي تخرج من الحفرة ببطء وتنتج عن ثوران البراكين.
المخاطر الأولية للبراكين
توجد مجموعة من المخاطر التي تنجم عن ثوران وانفجار البراكين وذلك لأن الحمم البركانية الفائرة تمثل تهديد حقيقي لأي شيء في طريقها نتيجة السرعة التي ينتشر بها والتي تصل إلى 64 كيلو متر في الساعة.
تأثير انفجار البركان يتسع لما وراء تدفق الصهارة والحمم الساخنة والذي يهدد البشر خلال تدفقه فهو يؤدي إلى الاختناق والاحتراق.
أيضا يتسبب الرماد البركاني في أضرار كثيرة حتى على المواقع التي تبعد عن منطقة البركان.
حيث يهدد حياة النباتات وحياة المستهلكة لهذه النباتات كما يؤدي إلى التعقيم الزراعي لفترة من السنوات بعد سقوط الرماد البركاني عليها.
تؤدي المواد الكيميائية السامة التي تخرج مع الانفجار إلى قتل الكائنات الحية في حالة تناول نبات متسمم بتلك المواد مثل ثاني أكسيد الكربون أو كلوريد الهيدروجين.
المخاطر البركانية الثانوية
مع ثوران البراكين وانفجارها تنتج عدة مخاطر ثانوية عن هذا الانفجار وقد جاءت تلك المخاطر على النحو التالي:
تدفقات الطين/ تنتج عن تلوث مصادر المياه بحطام ورماد البركان كما أنه بإمكانها الطفو فوق السطح بعد عدة سنوات من الانفجار البركاني.
الانهيار الأرضي والانهيار الجليدي/ بإمكان الانفجار البركاني أن يزيد من ارتفاع الجبال البركانية بالمزيد من المواد وذلك يؤدي إلى عدم استقرارها وتعرضها للانهيار.
الفيضانات/ ينتج عن ثورة البراكين ذوبان الجليد وهذا يؤدي إلى غرق البشر كما بإمكانها أن تتسبب في انهيار تسونامي ومن الأمثلة على تلك لخسائر كان مضيق سوندا عام 1883م.
الزلازل البركانية/ تسبق البراكين زلازل أو تكون مصحوبة بها بسبب تسرب المواد المنصهرة من الأرض وتدفقه إلى البركان وتكون هذه الزلازل متفاوتة درجات الشدة وربما تصل شدتها إلى الانهيارات الأرضية.
تأثيرات الغلاف الجوي/ يتولد عن البراكين عدة تغييرات في الغلاف الجوي نتيجة الغازات المنطلقة في الهواء التي تساعد على انخفاض درجة حرارة الهواء الناتج عن تبريد الغلاف الجوي.
أنواع البراكين
تحدث البراكين بمجموعة من الأحجام بل والأشكال المختلفة وتتنوع هذه الاختلافات وفقا لمستوى نشاط البركان وشدة ثورانه ويوجد العديد من أنواع البراكين ونذكر لكم منها:
براكين درع/ وهي تنتج عن تراكم المواد المتدفقة من الحفرة حيث تكون جبل على هيئة قبة كبيرة على الجانبين من الحفرة وتمتد هذه البراكين إلى المئات من الأميال.
ويوجد من هذه الأمثلة في هاواي والموجودة في ماوانا لوا حيث يصل ارتفاع البركان إلى 10.000 قدم فوق سطح الأرض.
البراكين الضخمة/ وهذه البراكين تمتلك مخزون كبير من الصهارة والحمم البركانية والتي من الممكن أن تطرها متى ما شاءت وتتسبب في إحداث دمار كبير.
إلا أن هذه البراكين لا زالت خامدة ومن المتوقع أن تستغرق العدد من السنوات حتى تنشط وتثور ويوجد من هذه البراكين نحو 40 بركان في العالم ولهذا فإن هذا النوع من البراكين غير شائع.
براكين مركبة
أو كما يطلق عليها براكين معقدة وقد أطلق عليها ذلك بسبب تعدد اندلاعها وثوراتها وهذا ينتج عنه تداخل الصهارة والحمم البركانية متسببة في الكثير من الانفجارات.
تحتوي البراكين النشطة على الكثير من المواد المتداخلة وحتى حطام الصخور والذي يتكون من أكثر من نوع صخري.
تحتوي البراكين المركبة على كمية كبيرة من الغازات المتنوعة مثل ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والنيتروجين الغازي وغاز بخار الماء ومركبات الكربون والأكسجين.
بما في ذلك الحطام البركاني الذي يتجمد على الجانبين بصورة سريعة.
تتكون صهارة الحمم البركانية من غازات مذابة وصخور وتتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 80٠ إلى 1200 درجة مئوية والتي تعد أهم المواد التي توجد في هذه البراكين.
طرق الوقاية من مخاطر البراكين
الطرق الوقائية من المخاطر البركانية تنقسم إلى 3 فئات وهذه الإجراءات يتم اتخاذها قبل نشاط واندلاع البركان وأثناء انفجاره وأيضا بعده وهي كالآتي:
الوقاية قبل حدوث البراكين
تتضمن الإجراءات الوقائية المتخذة قبل انفجار البركان عدة خطوات وهي كما يأتي:
يمكن اكتشاف وجود للنشاط البركاني في المنطقة أم لا.
التعرف على المواقع الآمنة للملاجئ والاحتياطات الوقائية المتخذة في قسم الطوارئ.
تأمين الإمداد الطبي والغذائي الأساسي في حالة التحذير من بركان.
علاج الأمراض المرتبطة بصعوبة التنفس.
تدريب الإخلاء المخطط.
التأكد من وجود مكان آمن للاختباء به.
الاحتفاظ بالأوراق والوثائق الهامة في مكان آمن وعمل نسخ إلكترونية.
مراجعة شروط التأمين عند تأمين منزلك ضد البراكين.
الوقاية أثناء حدوث البراكين
توجد بعض الاحتياطات الأمنية المتخذة خلال اندلاع البركان وثورانه وهذه الإجراءات كالتالي:
متابعة معلومات البركان والاخطار الذي تلقيته.
اتباع إجراءات الإخلاء التي حددتها السلطات المسؤولة.
تجنب المناطق المنخفضة والتي تهب فيها الرياح بصورة مباشرة.
إغلاق كافة النوافذ والأبواب والانتقال إلى مكان آمن وبعيد عن الرماد البركاني.
تغطية وجهك وارتداء كمامة للحماية من الرماد المتساقط.
عدم القيادة خلال سقوط الرماد البركاني.
الوقاية بعد الانفجار البركاني
توجد عدة إجراءات متبعة بعد حدوث الانفجار البركاني والتي تضمن لك تجنب حدوث المزيد من الأضرار:
إرسال رسائل نصية بدلا عن المكالمات الهاتفية.
تجنب القيادة في وجود رماد بركاني على الطرق.
البقاء في المنزل حتى زوال آثار البركان لمن يعانون مشاكل تنفسية.
إزالة الرماد عند حصولك على التعليمات المناسبة في هذه المنطقة.
توجد أهمية لاندلاع البراكين وجانب إيجابي وهذا يجعل البراكين أحد أهم الظواهر الطبيعية وتكمن أهميتها فيما يلي:
يحتوي الرماد البركاني على عدة عناصر متنوعة وهامة للمساهمة في تحسين وتجديد خصوبة التربة الزراعية.
توفر فرصة للعلماء ليتمكنوا من مراقبة القشرة الأرضية حتى يتعرفوا عليها من الغلاف المتأين.
تساهم في تكوين مجموعة هامة من المعادن التي يتم استخدامها في الكثير من الصناعات وقد تم استخدام طرق في توليد الكهرباء بالحرارة المنبعثة من البراكين.
توفير الكثير من الينابيع المائية الساخنة والمعروفة بالحمامات الدافئة وتستخدم كعلاجات طبيبة للكثير من الأمراض.
تساعد على بناء التضاريس الهامة للأرض والتي تتمثل في الجزر البركانية الموجودة في البحار والمحيطات.
توفير معلومات عن نقاط الضعف الموجودة في القشرة الأرضية.
ما هي أسباب ارتفاع الصهارة
توجد عدة أسباب لزيادة ارتفاع الصهارة والتي تحدث مع دفء المادة الموجودة في المناطق المحيطة بسطح كوكب أو قمر والتي يمكن أن تكون صخور سائلة على سطح الأرض وتتسبب في ارتفاع الصهارة واندلاع الثورات نتيجة 2 أسباب رئيسية وهم كالتالي:
تتحرك أجزاء من القشرة الأرضية أو الصفائح التكتونية بصورة تدريجية مبتعدة عن بعضها البعض وبذلك تساهم الحمم البركانية في ملء الفراغ من خلال ارتفاعها.
كما يمكن للحمم البركانية أن تتشكل تحت المسطحات المائية نتيجة إلى ذلك أيضا.
كما أن الصفائح التكتونية تقترب من بعضها البعض وبالتالي يساعد ذلك على إجبار جزء من القشرة الأرضية للضغط إلى الداخل.
مما ينتج عن الضغط والحرارة الشديدين على القشرة الأرضية في ذوبانها وارتفاع مستوى الصهارة.
ويمكن أن ترتفع الصهارة بطريقة أخرى وهي عن طريق النقاط الساخنة الموجودة في أعماق الأرض حيث تعمل هذه البقع على تسهين الصهارة وبالتالي تقل كثافتها ثم ترتفع.
مع العلم أن كل مصادر خاص بمصادر تصاعد الصهارة يختلف نسبيا عن غيره ولكن في نهاية جميع المصادر تؤدي إلى تكون البراكين.
أجزاء البركان
عادة ينقسم البركان إلى 3 أجزاء والتي سنتعرف عليها لاحقا في سطورنا التالية:
مخروط البركان/ الحمم البركانية تنفجر في الهواء بشكل عنيف مما ينتج عنه تكسرها إلى مجموعة من الأجزاء الصغيرة التي تتصلب ثم تسقط على هيئة ثقوب حول فتحة البركان مكونة بذلك شكل مخروطي.
ويكون المخروط إما دائري الشكل أو بيضاوي نظرا لتنوع المخاريط المتكونة في شكلها.
يتكون المخروط من نقط وجزيئات من حمم البركان التي خرجت من ثقب واحد ومن النادر أن تصعد أكثر من 1.000 قدم فوق محيط البركان معتمدة في ذلك على كمية الصهارة.
وربما يزيد ارتفاع البعض منها عن 6.000 متر مثال لذلك الجبل الموجود في كينيا وهو جبل كليمنجارو.
فوهة البركان/ وهي الفتخة التي تخرج منها الصهارة وتتخذ صورة قوس أعلى المخروط البركاني يتراوح عرض الفوهة بين عدة أمتار إلى مئات الأمتار وتوجد بعض البراكين لها أكثر ظن فوهة ثانوية.
قصبة البركان أو عنقه/ وهي قناة رأسية تنبثق منها المواد المنصهرة وتكون هذه القناة بين حفرة البركان والصهارة البركانية كما أنها تساعد على نقل سحابة الغازات وأبخرة المواد التي تنبعث من البركان.
