نعرض لكم اليوم بحث عن عقوق الوالدين ، في الآونة الأخيرة بدأت تظهر تلك المشكلة بشكل كبير، ولا يعرف الأبناء عقوبتها فمن جهلهم يفعلونها، ولو علموا عقابها لامتنعوا عن القيام بها.
فالعقوق هو كل الأقوال، والأفعال التي تؤذي الوالدين من أبنائهم كما تجعلهم يغضبون عليهم فعندما يرفع الولد صوته على والديه، أو ينظر لهما بغضب، أم يعصي أوامرهما، أو يهمل شأنهم فكل هذه المواقف تقع تحت بند العقوق.
ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنعرض لكم بحث شامل يتضمن مظاهر العقوق، وعقابه في الدنيا، والأخرة.
محتويات المقال
عقوق الوالدين هو عصيان لأوامر الله عز وجل فالله أمرنا، وأوصانا بحسن معاملة الوالدين، وطاعتهما، والإحسان إليهما، وجعل عقوقهما من الكبائر فقال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الإسراء : ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)”.
فجعل الله عز وجل بر الوالدين أمر بعد عبادته، وعدم الإشراك به مما يدل على أهمية هذا الموضوع فالله وصانا على برهما لأنهما أكثر الأشخاص التي تعبت من أجلنا، وتألمت لراحتنا، وسهرت لمرضنا فالأم، والأب مثال للتضحية، وبذل العطاء لأبنائهما بدون مقابل، وكما جعل الله ثواب بر الوالدين الجنة، والأجر العظيم في الأخرة، وسعادة، وسعة رزق، وبركة في الدنيا جعل للعقوق سخط، وضنك في الدنيا، وعذاب أليم في الأخرة.
فالله حرم عقوق الوالدين في كل الأديان، ولكن شدد عليه في الإسلام لأنه خاتم الديانات وأحقها فجاء في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم : ” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور “.
فجعل الله العقوق من الكبائر، ووضعها في مستوى الشرك بالله فمن يعق والديه، ولا يُحسن صحبتهما حشره الله مع الكافرين المشركين فالوالدين هما أحق الناس بحسن الصحبة، والطاعة، والرضا فرضاهم من رضا الله، وغضبهما، وسخطهما من سخط الله، ولا أحد منا يقدر على سخط الله عليه فيجعل عيشته شقية، وتعيسة، وأخرته نار جهنم، وعذاب شديد لا يتحمله أحد.
فجاء حديث شريف على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤيد تلك الموضوع فيقول : “رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد”.
تتمثل مظاهر العقوق في :
عقوق الوالدين حرام شرعًا فقد حرمه الله على الخلق جميعًا، وجعل العاق يرى عقاب عقوقه في الدنيا، والأخرة.
ففي الدنيا يغضب الله عليه، ويضيق رزقه، ولا يبارك في صحته، ويجعله غير راضي عن عيشته كما يكون مشغول البال، ويتمنى الراحة، ولا يجدها، ولا يستجيب الله دعائه، ويجعله مكروه بين الناس كما يرزقه بأبناء يبادلونه نفس العقوق الذي كان يفعله مع والديه هذا كله في الحياة الدنيا أما في الأخرة فيأتي العقاب الأكبر فلا ينظر الله إليه مما يحرمه من لذة النظر إلى وجه ربنا الكريم، ويذيقه عذاب عقوقه أضعاف مضاعفة.
فقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث .وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى”.
* فالوالدين هم سبب البركة، والنجاة لك من كل سوء فعليك حسن معاملتهما، ورعايتهما لكي تكتسب منهم دعوة تجعلك أسعد الخلق فدعوة الوالدين مستجابة، وليس بينها، وبين الله حجاب فاجتهد لتحصل على هذا الأجر، والثواب لربما تدخل الجنة من باب البر فالله جعل للجنة باب يدخله كل من يبر ويحسن صحبة والديه، ويعمل على رضاهما فاجعل والديك سبيل لدخول الجنة.