إذا كنت تبحث عزيزي القارئ عن ما هو اول ما نهى عنه الانبياء ؟، فإننا سوف نوفر إليكم الإجابة النموذجية عن هذا السؤال الذي انتشر البحث عنه بصورة كبيرة عبر محركات البحث الإلكتروني، ولا سيما من قِبل العديد من الطلاب والطالبات في الملكة العربية السعودية، وذلك بسبب وجود هذا التساؤل ضمن الأسئلة المقررة عليهم في مناهجهم التعليمية، خاصة في كتاب التوحيد الخاص بالصف الأول الأول المتوسط للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجاري.
إذ جاء الأنبياء برسالة من المولى تبارك وتعالى ليكونوا رحمة للعالمين، ورسالتهم هداية البشر وتوجيههم لعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فكانت دعوة الأنبياء بشكل عام هي فكرة التوحيد بالله سبحانه وتعالى، وما خير مثال أكثر من خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء حاملاً دعوة الدين الإسلامي ونشر رسالته للعالمين.
فيما يُمكننا أن نغرض عليكم الإجابة الصحيحة عن سؤالكم من خلال مجلة البرونزية، بالإضافة إلى معرفة أهم ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى وأرسله من رسله الكرام عليهم السلام عن طريق النقاط التالية من هذا المقال، فما عليكم سوى متابعتنا.
محتويات المقال
اول ما نهى عنه الانبياء
مما لا شك فيه أن المولى تبارك وتعالى رحمياً جداً بعباده، فهو الغفور الرحيم جل جلاله، لذلك فقد أرسل الله جل وعلا الرسل والأنبياء من أجل هداية البشر، فمنهم من حمل على عاتقيه نشر دين أنزله الله في كتاب مقدس سماوي، مثل التوراة أو الإنجيل أو القرآن الكريم، أو ليكونوا سبباً في انتشار فكر التوحيد بالإله الواحد، فيما نوضح لكم الإجابة الصحيحة عن سؤالكم والتي جاءت على النحو التالي:
الإجابة هي: أول الأمور التي نهى عنها الأنبياء والرسل جميعاً عليهم السلام هو الشرك بالله.
والمقصود بالشرك بالله أن يتخذ العبد إله أخر مع الله أو غيره والعياذ بالله العظيم من أجل عبادته، ويجعل هذا الإله شريك للمولى جل وعلا الواحد الأحد في ألوهيته أو في ربوبيته والعياذ بالله.
ما هو الشرك بالله
الشرك هو عبارة عن مصطلح مستخرج من لفظ تشريك أي إشراك غير الله في عبادة الفرد له، إلى جانب أنه أيضاً يعتبر شريك في صفات الإله والربوبية ويكون ند للمولى جل وعلا، وهذا أول ما نهانا الله عز وجل عنه وأرسله مع الأنبياء.
مستشهدين بقول الله تعالى في سورة البقرة، بالتحديد في الآية رقم 22 التي تقول “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم.
فكان على سبيل المثال في العصور الجاهلية، يقوم البشر بنفسهم بصنع العديد من الأصنام والتماثيل الضخمة والصغيرة ويقوموا بعبادتها وكأنها ربهم والعياذ بالله وهي ما هي إلا أخشاب أو حجارة صماء لا حول لها ولا قوة.
كما يجدر بنا الإشارة إلى أن الشرك يُعتبر أحد كبائر الذنوب العظيمة عن الله سبحانه وتعالى، بل أن الشرك هو الذنب الأعظم من وسط كل الذنوب التي يمكن أن يقوم بها العباد.
وقد جاء في آيات كتاب الله العزيز نداء للمؤمنين بعبادة الله وحده واتباعه جل وعلا وكان ذلك في صورة المائدة في الآية رقم 35، فقال تعالى”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ” صدق الله العظيم.
أنواع الشرك
قد كرنا في الفقرات السابقة أن الشرك هو واحد من أعظم الذنوب والكبائر التي يمكن أن يرتكبها الإنسان في حق نفسه وفي حق المولى جل وعلا سبحانه وتعالى، وقد انقسم الشرك العديد من الأنواع التي تفاوتت في عظم الذنب نفسه، حيث تمثل الشرك في نوعين هما:
الشرك الأكبر.
الشرك الأصغر.
ولكل منهما العديد من الأمثلة التي يمكن أن توضح لكم ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وهذا ما سوف تتناوله السطور التالية.
الشرك الأكبر
يُعتبر الشرك الأكبر هو الأكثر أهمية والذي يجب ألا يقع فيه أي مسلم أبداً، وذلك لأنه أكبر الكبائر والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى دخول جهنم والعياذ بالله، إذ يتشعب الشرك الأكبر إلى مجموعة من الأنواع المختلفة والتي جاءت على النحو التالي:
الشرك في الربوبية
يعد هذا النوع من الشرك هو أعظم أنواع الشرك على الإطلاق.
إذ يتيقن الإنسان بوجود شرك للمولى تبارك وتعالي والعياذ بالله، بل أنه يمكن أن يصل المرء بأن يصنف نفسه هو الرب الأعلى.
وذلك ظهر في قصة فرعون الشهيرة، مستشهدين بكتاب الله القرآن الكريم، بالتحديد في سورة النازعات في الآية رقم 24، قال تعالى “فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ” صدق الله العظيم.
بعدما اشتد طغيان فرعون في الأرض أقر بأنه الرب الأعلى للبشر فكان الله بالمرصاد وجعل منه آية كبيرة عندما أغرقه هو من معه في البحر بعدما كان يلاحق سيدنا موسى عليه السلام.
الشرك في العبادة
يُعتبر الشرك في العبادة من الكبائر العظيمة التي كان يفعلها الإنسان في العصور الجاهلية ومع الأسف تظهر حتى عصرنا هذا.
إذ كان الناس قديما يصنعون الأصنام ويعبدونها والعياذ بالله ويتقربون من ويضعون القرابين لها.
أو أن يقوم الإنسان بالالتجاء إلى القبور و يتوسلون بأصحاب هه القبور تقرباً لله تبارك وتعالى وهذا يُعتبر شرك.
وقد ظهر العديد من أنواع هذا الشرك في العبادة في عصرنا الحالي، على سبيل المثال الطوائف التي تعبد الحيوانات مثل البقر في الهند والذي يطلق عليهم اسم الهندوس، إلى جانب من يعبدون الفئران والنار والشمس وغيرهم والعياذ بالله.
الشرك الأصغر
يُعتبر الشرك الأصغر هو أقل بكثير من ذنب الشرك الأكبر، وذلك لأن هذا النوع يصنف من أنواع المعاصي الكبرى، وعلى الرغم من ذلك لا يخرج من يرتكبه من الملة مثل الشرك الأكبر.
مستشهدين بقول المولى تبارك وتعالى في سورة النساء، خاصة في الآية رقم 48 التي تقول “إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمً” صدق الله العظيم، فيما نوضح لكم بعض أنواع هذا الشرك والتي جاءت على النحو التالي:
الحلف بغير الله
يُعتبر الحلف بغير الله أحد أنواع الشرك الأصغر.
فلا يمكن للإنسان أن يحلف بما هو غير الله لأن الله وحده هو من يمتلك صفات الكمال والجلال والعزة.
ولا يمكن لأي مخلوق مهما كان أن يصل لصفات المولى جل وعلا.
الرياء
يعد الرياء أحد أخطر ما يفعله الإنسان وهو من الشرك الأصغر.
حيث يقوم الإنسان بالعبادات ليس للتقرب من الله سبحانه وتعالى بل الغرض منها هو الحصول على درجة مرموقة في المجتمع والعياذ بالله.
إلى هنا عزيزي القارئ وصلنا لختام مقالنا للإجابة عن سؤالكم ما هو اول ما نهى عنه الانبياء ؟، بالإضافة إلى توضيح مفهوم الشرك بالله وأنواعه المختلفة.
