الفرق بين السنة و الشيعة في الصلاة ، الصلاة..تلك الصلة المتفردة التي شرع الله سبحانه وجودها لتكون تذكرة دخول روحانية ، و تسافر بك إلى أعماق السماء ، و ترى فيها توحدك و تجرد نفسك من كل شئ دنيوي فانٍ ، و بالرغم أن الصلاة كانت فالأصل موجودة قبل ظهور الأديان السماوية ، وكانت حالة من التضرع والدعاء يدخل فيها الشخص مع ربه ، وعندما جاء وقت ظهور و بدايات الأديان السماوية بدأت الصلاة تأخذ شكلاً و طقوساً مختلفة ، فاليهودية لها طقوس مختلفة عن المسيحية ، والمسيحية لها طقوس مختلفة عن الإسلام.
و لكن هل فكرت يوماً عزيزي القارئ في كون الصلاة تختلف من طائفة لأخرى ! ، هذا ما سوف نتعرض له في سطورنا المعدودة القادمة ، فجميعنا يعرف أن في الإسلام طوائف كثيرة ، و لكن أكبر و أبرز طائفتين في الإسلام هما السنة والشيعة، واليوم سنتحدث معاً عن الفرق بين السنة و الشيعة في الصلاة ، و لكن لنقف معاً على أرض صلبة من الأمر سنعرف بعض المعلومات عن الشيعة و بداياتهم .
محتويات المقال
كيف بدأ التشيع ؟
لا يوجد وقوف ثابت و تاريخي على بدايات المذهب الشيعي بتوقيت محدد.
و لكن بالرجوع إلى أقوال الأئمة و المؤرخين وجدنا أن هناك أكثر من قول و رأي.
فمثلاً يرى الإمام ابن حزم أن أول ظهور للشيعة كان في أواخر عصر الخليفة الراشد عثمان بن عفان.
و قد ذكر لنا في كتابه “الفصل في الأهواء والملل والنحل” تلك الفقرة التي تشرح وجهة نظره “ثم وَلِي عثمان.
فزادت الفتوح واتسع الأمر، فلو رام أحد إحصاء مصاحف أهل الإسلام ما قدر.
وبقي كذلك اثني عشر عامًا حتى مات، وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض” .
و قد قيل أن عدداً كبيراً من المستشرقين الأوائل في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين استندوا بالأدلة على أن التشيع يختلف في جوهره عن الإسلام التقليدي.
إلى الحد الذي دعا واحدًا من كبار المستشرقين، وهو المجري “إيغناس غولدتسيهر” في كتابه “العقيدة والشريعة في الإسلام” إلى القول إن “الشيعة على وجه الدقة.
المنطقة التي نبتت فيها جراثيم السخافات التي حللت وقضت على نظرية الألوهية في الإسلام”.
و بالتالي فقد اعتبر التشيع لا أصل له و لا تاريخ ثابت .
و لكن تعامل معه على أنه طارئ على الإسلام و المسلمين دونما أي فائدة على حد تعبيره .
الطوائف الشيعية الموجودة الآن
هناك اليوم ثلاث طوائف شيعية ، و هم الطائفة الجعفرية أو التي يسمونها الإثنا عشرية ، و الطائفة الزيدية ، و الطائفة الإسماعيلية ، و تشترك هذه الطوائف معاً في الكثير من الطقوس و الطرق التعبدية ، و لكن بالطبع يكون بينها بعض الفروقات البسيطة ، و تنتشر الطائفة الزيدية في اليمن ، أما الطائفة الإسماعيلية و الجعفرية فقد بدأ كل منها في مصر في عصر الدولة الفاطمية ، وقد انتشروا في البلدان الأخرى ، و لعل أشهر هذه البلدان العراق و لبنان و إيران .
الفرق بين السنة و الشيعة في الصلاة
هناك العديد من الفروقات في الصلاة بين الشيعة و السنة ، فكلاهما بنفس الكيفية تقريباً، و لكن هناك اختلافات لا تخفى على أحد، و سنعرض هذه الاختلافات بشكل يجعل الصورة كاملة في عقل القارئ، و بالطبع جميعنا يعرف كيف يصلي أهل السنة صلاتهم، فلن نتطرق لشرح كيفية صلاة أهل السنة ، و لكننا سنذكر كيف يصلي الشيعة صلواتهم الخمس وهي:
أولاً صلاة الصبح ، فبعد الوضوء يتم التوجه إلى القبلة ، ويمكن الإتيان بالأذان والإقامة (استحبابا) ثم نشرع بالصلاة. وصلاة الصبح ركعتان.
ووقتها من طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس ، يرفعون أيديهم إلى ما يحاذي الأذنين.
و يكبرون بصوت واضح جهور ،و يقرأ كل منهم الفاتحة و سورة الإخلاص كاملة.
و يمكن أن يتم قراءة سورة (الفيل) بدلاً من الإخلاص ، و لكن يجب أن يتم اقترانها بسورة (الإيلاف).
وكذلك إذا تمت قراءة سورة (الضحى) يجب أن يتم قراءة (ألم نشرح) معها.
ويجب على الرجال الجهر في القراءة في صلاة الصبح والمغرب والعشاء.
أما بعدها فيكون الركوع ، و يتم الركوع كما هو عند أهل السنة.
و لكن يقولون في ركوعهم ” سبحان ربي العظيم وبحمده ” ثلاث مرات”.
ثم لا يقومون كما يقوم أهل السنة من ركوعهم ، بل يسجدون بشكل مباشر.
و يقولون في سجودهم سبحان ربي الأعلى وبحمده ” ثلاث مرات “.
ثم يقومون ويقولون” بسم الله اقوم و اقعد” ، ثم يفعلون ما فعلوا في الركعة الأولى.
ثم يستشهدون بنفس التشهد عند أهل السنة ، و يسلمون ، و يقومون بالصلاة التالية بنفس الكيفية.
في الظهر أربع ركعات والعصر والعشاء كذلك ، والمغرب ثلاث ركعات ، و كل الصلوات بنفس الكيفية.
و في النهاية نكون قد علمنا القليل عن الفرق بين السنة و الشيعة في الصلاة فلكل طائفة طرقها ، و لكل مذهب رؤيته، و الله هو المطلع الذي يكافئ ويعاقب ، فلا إجبار ولا إكراه لأحد على مذهب ، فالكل يعبد الله كما يشاء، ولمزيد من المعلومات ننصحكم بزيارة مجلة برونزية.