يعد سؤال هل البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز ؟ من الأمور التي تشغل بال الكثير من المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث يختلف الكثيرون حول إذا كان هذا الأمر جائز أم لا، حيث يذكر إن الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة والتي دلت على ذلك، فتعد عملية البكاء على الميت هو طبيعة بشريّة صعب التحكم فيها، فهي تحصل تلقائيًا عند حدوث حالة وفاة شخص من الأعزاء على القلب، حيث نذكر لكم في مقالنا اليوم مجموعة مميزة من الأحكام الدينية التي تخص هذا الأمر، وجميع أمور البكاء على الميت اليوم نتحدث عنها بشكل مفصل من أجل للاستفادة، ونجيب على سؤال هل يعذّب هذا ببكاء أهله عليه ام لا؟
محتويات المقال
البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز
حيث أنه من الأمور التي اختلف عليها الكثير من العلماء، وبحسب من جاء على لسان أئمة وعلماء المسلمين، فإن عملية البكاء على الميت بدون رفع الصوت تعد هذه العبارة صحيحة وجائزة شرعًا.
حيث يذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم بكي على وفاة أبنائه وذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف الشهير:
عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تَدمَعُ العَينُ، ويحزنُ القلبُ، ولا نقول إلا ما يُرضِي الربَّ، واللهِ إنا بفُراقك يا إبراهيمُ لمحزونونَ).
كما جاء وصف الرسول عليه الصلاة والسلام إمكانية البكاء على الميت بأنه رحمة، حيث كان الحديث النبوي الشريف عن لسان أسامة بن زيد قال:
أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُه بابنةِ زينبَ ونَفْسُها تَقْعقَعُ كأنَّها في شَنٍّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (للهِ ما أخَذ وله ما أعطى وكلٌّ إلى أجلٍ) ثم قال: فدمَعَت عيناه فقال له سعدُ بنُ عُبادةَ: يا رسولَ اللهِ أترِقُّ أوَلَمْ تَنْهَ عن البكاءِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّما هي رحمةٌ جعَلها اللهُ في قلوبِ عبادِه وإنَّما يرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحماءَ)، وهذا يعد من البكاء الحلال على الميت.
ولكن من المحرّم في البكاء على شخص الميّت، فهو النياح.
والقيام بلطم الخد، وشق الثياب.
وايضاً البكاء الشديد المقرون بالنواح.
فالبكاء يكون بدمع العين من دون أن يرافق هذا الأمر صياح ونواح.
أو يكون هناك اعتراض على أمر ونصيب وقدرة الله تعالى، فهذا يكون جائز شرعًا.
هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه
حيث رأى جمهور
العلماء المسلمين أن الميّت يُعذّب فقط في حالة إذا أوصى أن يبكي وينوح عليه أهله
بعد موته، وهذا يكون تفسير الحديث النبوي الشريف الشهير في هذه الحالة والذي روي
عن السيدة عائشة أم المؤمنين عن النبي والرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(إنَّ الميِّتَ يعذَّبُ ببُكاءِ أَهلِهِ عليْهِ)
وهذا ما انكرته تماماً السيدة عائشة أم المؤمنين، وأن يكون النبي الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال بأن بكاء أهل شخص الميت عليه يعذّبه في قبره.
ولكن حسب ما جاء في نص الحديث إنه مرّ عليه الصلاة والسلام على قبر شخصية شهيرة وكانت امرأة يهوديّة.
حيث وجد أهلها يبكون عليها فقال: (إنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وإنَّهَا لَتُعَذَّبُ في قَبْرِهَا).
وإنما كانت هنا المرأة تُعذّب ليس لبكاء أهلها عليها.
ولكن هنا الامر مختلف لأنها ماتت كافرة.
ومن الأفضل لها هو الإكثار من الدعاء والصدقة والحرص على الاستغفار على الميت، وهو ما ينفعه بعد موته.
هل يتعارض البكاء على الميّت مع الصّبر والرّضى
سؤال هام
يتبادر الى الاذهان من حين الى آخر، حيث جاء حسب آراء مجموعة من العلماء:
البكاء ابداً على الميّت لا يكون متعارض أو محرمًا في الشريعة الإسلامية بشرط أن يتحلى المسلم بالصّبر والرّضا.
حيث إن الرسول وهو خير الخلق والمرسلين بكى على وفاة ابنه إبراهيم.
وهذا يعد دليلٌ على جواز البكاء والحزن بشكل عادى على الفقد، فالفطرة السّليمة هي التي تعطي هذه المشاعر.
ولكن الفرق هنا بين شخصٍ وآخر هي طريقة التعبير عن حالة الرّضا، والصّبر عند وقوع المشاكل أو المصيبة.
حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
إذا فالصّبر على المصائب هو يعد من أعظم الأعمال والتي يُوفَّق لها أبناء المسلمين.
ولا يتحقّق هذا الصبر من دون أن يكون هناك حالة من الرضا التام بقضاء الله وقدره.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).
كما يجدر بنا الذكر أنّ عبادة الصّبر في مثل هذه الحالات واجبٌ.
وهو أن يتم حبس القلب عن الجزع، وأن يتم التحكم في اللسان عن التّشكّي والنواح.
وايضاً الجوارح عن الضرب وشقّ الملابس.
ويذكر أن خير ما يقال في مثل هذه الحالات: “قدّر الله وما شاء فعل، وايضا ً والحمد لله على كل حال”.
حيث كان النّبي -صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك على الدرام.
ولذلك يقال في بعض حالات التّعزية: إنّا لله وإنّا إليه راجعون وايضاً يقال، لله ما أعطى ولله ما أخذ.
حيث إنها جميعاً عبارات تدل على تجلي معنى الرضا والإيمان بقدر الله وقضائه.
أفضل ما يقدم للميت
هناك مجموعة
من الأعمال الصالحة والتي يمكن ان تصل الى شخص الميت، حيث يكون من أفضل ما يقدمه
الإنسان لأخيه المتوفى والذي انقطع عمله من الدنيا:
الدعاء:
من أفضل الأعمال التي تصل الى الميت وتزيد في درجاته.
حيث ان الدعاء للميت بظهر الغيب واحد من أفضل الأمور التي تنفع الميت.
حيث أنه يدعو الإنسان له بالرحمة الواسعة والمغفرة.
وأن تشمله المغفرة الواسعة والرحمة من الله ويتجاوز عن سيئاته، وأن يرفع جميع درجاته داخل الجنة.
الصدقة:
كما أنها من الأعمال القلبية الهامة التي تزيد الميت مغفرة ورحمة،
فهي من أفضل ما يمكن أن يقدم للميت، وتكون الصدقة بجميع أنواع المال دون فرق من نقد وطعام وغيره.
قضاء ديونه
أن يحرص المقربين على قضاء ديون الميت: كما يجب أن يبادر بعض من أولياء الميت وأقربائه إلى القيام بقضاء ديونه من ماله.
فإذا لم يكن له أي مال سددوا دينه من أموالهم الشخصية حيث يعد ذلك نوعاً من أنواع الوفاء للميت.
قضاء ما فاته من الصيام:
وهي من الأمور التي تحدث عنها الكثير من العلماء.
وهذا يعد أمر مشروع عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
حيث انه توفي وكان عليه صيام بعض من الفرائض أو يكون كفارة أو في حالة نذر يشرع لأوليائه.
فيجب أن يصوموا عنه وذلك لأنَّ قضاء دين الله هو الأحق بالوفاء.
ولأنَّ هذا العمل يعد مما ينفع الميت ويصله ثوابها.
وصول ثواب بعض الأعمال إلى الميت
اختلف الكثير من العلماء فيما يخص عملية إهداء ثواب بعض من الأعمال بشكل مباشر إلى الميت حيث ذهب فئة من العلماء إلى أنَّ ثواب بعض من الأعمال الصالحة تصل إلى الميت، وهناك بعض الامثلة على ذلك ومنها الصلاة والقراءة والصوم،
بينما يقول آخرون أنَّ ثواب تلك الأعمال لا يمكن يصل إلى الميت.
حيث تكون الأعمال التي تصل مثل: الحج والعمرة، وايضاً الصدقة والدعاء.
وبذلك نكون قد أجبنا بشكل وافي عن سؤال هل البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز أم لا؟ وأهم الأعمال التي تصل إلى الميت وينتفع بها من خلال مجلة برونزية.