منذ قديم الزمان وأن عرف الإنسان على الحياة على سطح الأرض وهو لا يستوطن سوى المناطق السهلية الفيضية التي تكون قريبة من منافذ المجاري المائية وذلك لما للسهول الفيضية أهمية كبرى.
ومنها أن يستطيع الإنسان أن يعيش حياة مستقرة ويتمكن من زراعة الأراضي.
وذلك بالاعتماد على الفيضانات الموسمية للأنهار وانحسار تلك الفيضانات في بعض المواسم الأخرى.
وللسهول الفيضية أهمية كبيرة للإنسان وأيضا لها أهمية للبيئة وهو ما سنتعرف عليه خلال سطورنا التالية من ذلك المقال.
ما هي السهول الفيضية
بداية قبل أن نتطرق في الحديث على الأهمية العظمى للسهول الفيضية سنتعرف معكم على ماهية تلك السهول الفيضية لنقترب من مفهوم السهول الفيضية بطريقة بسيطة:
السهول الفيضية هي تلك الأراضي التي تنخفض عن منسوب الأرض وهي تقع بالقرب من مجاري الماء مثل البحيرات العذبة والأنهار وغير ذلك من السهول.
حيث تشكلك تلك السهول نتيجة إلى ترسيب الأنهار للطمي الذي يوجد بها وبعض المغذيات العضوية خلال مواسم الفيضانات أو بعد هبوب العواصف المتنوعة.
وأيضا تشكلت السهول الفيضية نتيجة لهطول الأمطار بغزارة أو من خلال ذوبان الثلوج.
في العادة تكون السهول تربة مسطحة للأراضي وهي تتميز بخصوبتها العالية والأكثر غزارة وذلك كان سببا في أن تكون سهول فيضية خصبة وواسعة.
وكان ذلك ناتجا عن ترسبات العديد من العناصر الغذائية داخل التربة على مدار الآلاف من الأعوام حيث كانت الأنهار منذ قديم الزمان أكبر في الحجم وأكثر غزارة.
إلى أن أصبحت تلك الأنهار في وقتنا الحالي بحجم أصغر وأكثر انحسار عن ذي قبل ويرجع السبب في ذلك إلى انخفاض المعدلات التي تهطل فيها الأمطار مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وكل ذلك نتج عنه جفاف مياه الأنهار وبالتالي أصبح من النادر أن تتكون سهول فيضية جديدة بالقرب من الأنهار المختلفة.
أهمية السهول الفيضية بالنسبة للإنسان
ونأتي في هذه اللحظة معكم لنتعرف على أهمية وجود سهول فيضية بالنسبة للإنسان ومدى المنفعة التي يحصل عليها من خلال وجود تلك السهول في محيط تواجده:
قامت عليها حضارة الإنسان
لعبت للسهول الفيضية دورا رئيسيا في قيام الحضارات على مر العصور وفي الكثير من البلدان التي كان للسهول الفيضية فيها أثرا هاما وواضحة في الحياة في تلك الحقب المتنوعة.
قامت الحضارات الأولى للإنسان على وجود الأرضي الموجود بها سهول فيضية والتي تكون بالقرب من السهول الفيضية وقد استغل الإنسان القديم وجود هذه السهول في الزراعة.
أيضا قد أقام المساكن التي يعيش فيها على الأراضي السهلية.
وكانت الحضارات القديمة بأكملها قد قامت في المناطقة التي تقع في السهول الفيضية ومن أمثلة تلك الحضارات هي الحضارة السومرية والأكادية والحضارة الأشورية.
بالإضافة إلى الحضارة البابلية التي قامت أيضا على السهول في بلاد ما بين النهرين التي تقع بين نهري دجلة والفرات.
أيضا قامت الحضارة الفرعونية القديمة في بلاد وادي النيل وحضارة هاربا بالإضافة إلى حضارة بلاد السند والتي قد قامت على السهول الفيضية لنهر السند.
تتميز المناطق السهلية بوفرة المياه وبالتالي تساهم في تجديد خصوبة التربة بسبب الترسبات من الطمي التي تحملها مياه الأنهار القريبة من السهول الفيضة فكان لذلك دورا فعالا في أن يتعرف الإنسان عب، ها على الزراعة.
كان للسهول الفيضية تأثيرا كبيرا لأن يعرف الإنسان القديم الزراعة حيث كانت تلك السهول هي مناطق ذات خصوبة عالية فهي مناطق زراعية بالدرجة الأولى.
كانت الأراضي القريبة من السهول مسطحة ومن النادر أن تجد منطقة فيها تحتوي على كتل صخرية كبيرة.
كل تلك العوامل كانت سببا رئيسيا في أن تساعد الإنسان على معرفة الزراعة وممارسة الزراعة على أنها نشاط دائم لإنتاج الغذاء بل ونشاط استقراري لذلك.
وساعدت معرفة الزراعة على استقرار الإنسان وعدم تنقله من مكان إلى مكان آخر بحثا عن غذائه.
ومن أبرز أنواع الزراعة التي قد قامت في هذه الأوقات منذ قديم الأزل على السهول الفيضية كانت الزراعة في الأرجنتين والعديد من دول أوروبا.
وقد كانت الزراعة في بلاد مامباس هي سلال خبز الأرجنتين وهذه كانت من أكبر المصادر للماشية والحبوب في أمريكا الجنوبية.
دور السهول الفيضية في النقل
كان للسهول الفيضية دورا رئيسيا في عملية النقل حيث تتشكل مساحة اليابسة من أكثر من 50% من السهول كما توفر الأراضي المنبسطة طرق نقل واتصال جيدة مثل إنشاء السكك الحديدية وغيرها.
وذلك لأنه من الصعب إنشاء طرق للنقل على الجبال أو الهضاب.
أيضا جميع المدن والأراضي الحضارية تقع على مناطق سهلية نتيجة قدرتها على أن ترتبط بين وسائل النقل المتعددة والسكان.
حيث شكلت تضاريس السهول الفيضية المسطحة أرضية ذات قابلية ممتازة لإنشاء الجسور والطرق والمطارات وأيضا الموانئ.
بالإضافة إلى الأنهار التي تتدفق ببطء الواقعة قريبا من تلك السهول لها دورا هاما وفعالا في عملية نقل البضائع من خلال السفن أو العبارات المائية.
وهذه الوسائل تم اعتبارها على أنها من أكثر وسائل النقل كفاءة وفاعلية من الوسائل التقليدية المتبعة في عملية النقل البري.
فنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية عل سبيل المثال قد اعتبرت أن السهول الفيضية لنهر الميسيسبي وسهول نهر ميسوري هي من أهم الممرات الحيوية للنقل.
وكان لذلك الفضل في أن تكون التجارة بين غرب الولايات المتحدة وشرقها عملية سهلة وأصبحت بعض ددن الولايات المتحدة الأمريكية مثل سانت لويس وميسوري وممفيس من أهم المراكز الثقافية والتجارية.
أهمية السهول الفيضية بالنسبة للبيئة
توفر السهول الفيضية الكثير من الفوائد بالنسبة للوسط البيئي حيث تعتبر من أهم البيئات التي يمكن أن يعتمد عليها الإنسان بصورة رئيسية وتتمثل تلك الأهمية في النقاط التالي ذكرها:
يساهم في التخفيف من تعرية التربة حيث يمكن استيعاب المياه التي تنتج عن طريق الفيضانات الغزيرة وبالتالي تقليل سرعة المياه الجارية.
الحفاظ على المياه الموجودة في الأنهار بنقائها وجودتها والحفاظ على صلاحيتها بشكل كبير حتى تكون صالحة لأن يشرب منها الإنسان والحيوان.
وذلك لأن تلك السهول كانت سببا هاما في ترتيب الطمي ورواسب الأنهار وترشيح تلك الرواسب وبذلك تساهم في خفض وجود الأحمال الملوثة التي تعمل على تلوث المياه.
الحفاظ على درجات خرارة المياه وتنظيم تلك الحرارة عن طريق زراعة بعض النباتات والأشجار السهلية لتظليل الجداول والأنهار.
كما تعتبر السهول الفيضية واحدة من أهم المصادر للمياه الجوفية
أيضا العمل على ترسيب الطمي على جوانب النهر وذلك يؤدي إلى رفع خصوبة التربة والعمل على توفير تربة تلائم الزراعة وتساعد على زيادة إنتاجية المحاصيل.
بالإضافة إلى ذلك تساهم في تكوين بيئة وتربة ملائمة لأن تنمو الغابات.
كانت السهول قديما هي موطن للكائنات الحية البحرية المهاجرة من موطنها الجاف والذي لا يتوفر به ماء او طعام.
استوطنت قديما السهول العديد من الكائنات المهددة بالانقراض وذلك لأن الإنسان البدائي لم ينزل بعد من الهضاب.
أيضا الأحياء البحرية كأسماك السلمون تعتمد على السهول حتى تبقى على قيد الحياة عبر الماء العذب في دورة حياتها.
كما أن السهول تدعم الاقتصاد في وقتنا الحالي عن طريق عدة قطاعات مختلفة ويتمثل ذلك في رفع معدل الإنتاج من الزراعة وتوفير استثمارات مناسبة وأيضا دعم قطاع النقل.