أنواع الصبر ومراتبة عند ابن القيم

أنواع الصبر ومراتبة عند ابن القيم

أنواع الصبر عند ابن القيم

لقد قام ابن القيم بتحديد ثلاثة أنواع للصبر، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذه الأنواع بالتفصيل:

• النوع الأول: يعرف بأنه الصبر بالله، أو الصبر الذي يتم من خلال الاستعانة بالله عز وجل.
  • ورؤية أن الله عز وجل هو المصبر، وصبر العبد لا يكون بنفسه إنما يكون بربه.
  • حيث قال الله عز وجل:

“وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ”.

• وهذا يعني بأن الله إذا لم يصبرك فأنك لن تصبر ابداً.

• النوع الثاني: يعرف بأن الصبر لله، وهذا يعني بأنه يجب على الفرد أن يتحلى بالصبر محبة لله وإرادة وجهه والتقرب منه وابتغاء مرضاته 
• النوع الثالث: معناه يكون الصبر مع الله وتجلي العبد مع المراد الديني، الذي يجب أن يكون متوافق مع أحكام الله الدينية.
• فهو يقول بأن منزلة الصبر تكون من الإيمان فهي تشبه منزلة الرأس من الجسد.
• فوجود الإيمان يتوافق مع التحلي بصفة الصبر، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

(خير عيش أدركناه بالصبر).

• وبالحديث الشريف الذي قام مسلم بإخراجه:

(والصبر ضياء).

• وقد جاء بالحديث الصحيح:

(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

• وقد قال ابن القيم رحمه الله بمدارج السالكين بأن الصبر ذكر بـ ١٦ نوع.
• ونقل عن الإمام أحمد بأنه قال:

(الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعاً، وهو واجب بإجماع الأمة وهو نصف الإيمان).

مراتب الصبر عند ابن القيم

لقد قال ابن القيم بأن الصبر يكون له أربعة مراتب، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذه المراتب:

• المرتبة الأولى تعرف بأنها مرتبة الكمال، ومن المعروف هو أن هذه المرتبة تكون لأولي العزم، وضرورة التحلي بالصبر بالله ولله.
  • وذلك لأن الفرد يتقرب من الله عز وجل بالصبر، ويكون ابتغاء لوجه الله.
  • وهذه المرتبة من مراتب الصبر تكون من أفضل المراتب.
• المرتبة الثانية تعرف بأنها أخس المراتب وأسوء الأخلاق، والفرد الذي ينتمي لهذه المرتبة يستحق الحرمان والخذلان.
• المرتبة الثالثة تعرف بأنها المرتبة الذي يكون الصبر فيها بالله، وفيها يستعين العبد على حوله وقوته ومتبرئ من قوته وحوله.
  • لكن يجب العلم بأن هذا الصبر لا يكون لله لكنه للحصول على مطلوبه والظفر به.
  • وقد تكون عاقبته شر العواقب، وفي هذه المرتبة يكون أرباب الأحوال الشيطانية وخفراء الكفار.
  • وصبرهم يكون بالله وليس لله ولا حتى في الله.
• المرتبة الرابعة تعرف بأن الصبر فيها يكون صبر لله لكنه يكون ضعيف النصيب نت الصبر والتوكل على الله.
  • وعاقبته تكون جيظة لكنه يكون مخذول وضعيف في مطالبه.
  • ونصيبه ظن الله يصبح أقوى من نصيبه بالله وهذا هو حال المؤمن الضعيف.

أنواع الصبر ثلاثة

الصبر يكون له ثلاثة أنواع سوف نقوم بالتعرف عليها الآن من خلال النقاط التالية:

الصبر على طاعة الله

• يعتبر الصبر على طاعة الله عز وجل من أفضل وأعظم أبواب الصبر.
• وهو من الأعمال التي تحتاج إلى صدق العبد مع ربه سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى الصدق مع نفسه وتشجيعها على أداء الطاعة، حيث قال الله تعالى:

“وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا”.

• ومن الجدير بالذكر هو أن الصبر على طاعة الله يكون له ثلاثة أنواع وهم:
  • أن يكون العبد مقبل على فعلها وهو مستعد لها.
  • وثانيها هو أن يؤديها الفرد كما أمرنا الله عز وجل ويجب أن يكون قلبه حاضراً وخاشعاً فيها.
  • وثالثها هو أن يتقن هذه الأعمال دون أن يقبل الرياء والمن والأذى والأشياء التي تبطل العمل.
• وقد أمر الله عز وجل عباده بالصبر في أماكن متعددة من القرآن الكريم مثل قوله تعالى:

“وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى”.

• والعبد في صبره على الطاعة ينتقل إلى ثلاثة أحوال، فيجب أن يقوم بتصحيح نيته قبل الطاعة.
• ويجب عليه أن يخلص العمل لله عز وجل، ويجب أن يشعر بأن الله يقوم بمراقبته.
• ويلزم على العبد أن يجتهد في إكمال الآداب والسنن، فيقوم العبد بالصبر حتى يكمل عمله.
• كما أنه يجب أن يقوم بالصبر على كتمان العمل وعدم إخبار أي شخص به.
• وذلك يكون متبوع بالاستمرار على ذكر الله عز وجل وامني الحصول على الثواب والخوف من عقاب الله.
• بالإضافة إلى تذكر فضل وثواب الصبر، مع القيام بتصبير النفس على كل ما تتعرض له.
• وقد قال الله عز وجل:

“وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.

اقرأ أيضًا: قصص عن الصبر على الفقر

الصبر على قضاء الله وقدره

• الصبر على الابتلاء يعتبر من أبرز أنواع الصبر، حيث يجب على المسلم أن يصبر على قضاء الله وقدره.
• وذلك الصبر يكون على مدار اختبار الله لعبده في الحياة الدنيا، وقد قام الله عز وجل بوصف وضع الصابرين على البلاء قائلاً:

“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

• ثم قام الله عز وجل بتوجيه عباده إلى ما يساعدهم على الصبر بالله أثناء وقوع البلاء قائلاً:

“الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

• فمن الجدير بالذكر هو أن التوكل على الله عز وجل واحتساب الأجر لله يعتبران من الصبر.
• كما أن الرضا بقضاء الله وقدره أمر مطلوب من العبد.
• فيقوم العبد بتسليم وتفويض أمره لله عز وجل، ويجب على العبد ألا يشكو من قضاء الله عز وجل.
• ويجب على كل فرد أن يكون على علم بأن الله عز وجل يعلم كل الأقدار لكنها لا تظهر إلى العباد.
• ويعتبر الرضا بالقضاء والقدر من أعلى مراتب الصبر على البلاء.
• ويقوم العبد بالوصول لتلك الدرجة عندما يعلم بأن كل ما أصابه هو تقدير لله عز وجل، فيسلم أمره لله ويرضى بقضائه وقدره.
• فيعيش الفرد في نعيم وتشعر نفسه بالاطمئنان.
• كما أن الصبر على البلاء يعتبر دليل واضح على مدى إيمان العبد.
• كما أنه من مظاهر الرضا بقضاء الله وقدره، ولا شك في أن الصبر يعقبه خير للعبد سواء في الدنيا أو في الآخرة.

الصبر عن المعصية

• يجب أن يكون العبد صابر عن معصية الله عز وجل، وأن يمنع نفسه من القيام بها.
• ويجب عليه أن يذكر نفسه دائماً بتقوى الله عز وجل وباليوم الآخر.
• ويجاهد نفسه لكي يمنعها عن فعل المعصية أو التعلق بها.
• ويجب على المسلم أن يدرب نفسه على كره ما يكره الله عز وجل سواء كانت من الأقوال أو الأفعال.

أسئلة شائعة