اختلف العلماء في آخر موعد لزكاة الفطر على الكثير من الأقوال أقواهم قولان القول الأول هو أن آخر وقت لزكاة الفطر هو غروب شمس أول يوم في عيد الفطر المبارك وهذا تابع إلى جمهور العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية.
وجاءت الأدلة على ذلك من السنة فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال “كنَّا نُخرِجُ في عهدِ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ الفِطرِ صاعًا من طعامٍ…. “.
وفي ظاهر القول يوم الفطر هو صحة إخراج الزكاة في اليوم بأكمله وفي جميع نهاره حتى الغروب.
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: “فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغو والرَّفَث وطُعمةً للمساكينِ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاة مقبولة ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ”.
القول الثاني في آخر موعد لزكاة الفطر هو عند صلاة العيد وعليه فيتم تحريم إخراجها بعد صلاة العيد فإذا أخر المسلم موعدها عن صلاة العيد فبذلك لا تقع زكاة الفطر وإنما تكون صدقة وهذا مذهب الظاهرية الذي اختاره ابن القيم وابن تيمية والصنعاني وابن عثيمين وابن الباز والشوكاني.
الدليل على موعد الزكاة حتى صلاة العيد
ورد في هذا الموعد الكثير من الأحاديث التي توضح عدم تأخير زكاة الفطر لما بعد صلاة العيد وهي على النحو التالي:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال “فرضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصَّائِمِ من اللَّغو والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صَدَقةٌ مِنَ الصَّدقاتِ”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال “أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بزكاةِ الفِطرِ أن تؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ”.
عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم “مَن عمِل عملًا ليس عليه أمرُنا، فهو رَدٌّ”.
وذلك لأن المسلم إذا أخر الزكاة لحين يخرج المسلمين من صلاة العيد وبذلك يكون عمل شيء لم يأمر به الله ورسوله وبالتالي يكون عمله مردود.
أيضا العبادات المؤقتة مثل الزكاة إذا تعمد المسلم تأخيرها عن وقتها لم تقبل.
تم القياس على ذلك في ذلك على ذبح الأضحية قبل الصلاة لأنها لا تندرج تحت كونها أضحية بل تعتبر لحم شاة فقط.
حكم إخراج زكاة الفطر
الزكاة هي فرض ومعنى الفرض أي الواجب الذي يلزم على المسلم وقد نقل الجمهور وأهل الإجماع على هذا.
فعن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما قال “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ”.
عن عمر رضي الله عنه قال “فرض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة”.
وقد قيل أن زكاة الفطر هي المقصودة في قوله تعالى في سورة الأعلى (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥﴾
وقد ذكر الإمام الطبري في تفسيره عن أبي العالية ما يفيد بما سبق وذكر ابن كثير أيضا أن عمر بن عبد العزيز عندما كان يأمر الناس بزكاة الفطر كان يتلو تلك الآية حيث قال أن آية قد أفلح من تزكى هي تعني زكاة الفطر.
وقد أجمع الكثير من علماء المسلمين أن زكاة الفطر فرض على جميع المسلمين.
حيث أن زكاة الفطر قد فرضت في العام الذي فرض فيه صيام شهر رمضان قبل العيد في العام الثاني من الهجرة.
هناك عدة شروط ينبغي أن تتوفر في الشخص حتى يتمكن من إخراج زكاة الفطر المبارك ومن أبرز هذه الشروط ما يلي:
الشرط الأول: الإسلام حيث تقع الزكاة على كل مسلم ومسلمة سواء كان عبدا أو حرا لما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه “فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ”.
كما قال الإمام ابن قدامة “وجملته أن زكاة الفطر تجب على كل مسلم مع الصغر والكبر والذكورية والأنوثية، في قول أهل العلم عامة وتجب على اليتيم ويخرج عنه وليه من ماله وعلى الرقيق”.
حيث لا ينبغي على الكافر إخراج زكاة الفطر بينما المرتد عن الملة فإن فطرته موقوفة فإذا عاد المرء إلى الإسلام وجب عليه إخراج زكاة الفطر.
بينما يجب إخراج زكاة الفطر عن المسلم قريب الكافر كما عليه نفقته.
الشرط الثاني: أن يتم إخراج الزكاة من الفضل من مؤنة المسلم وأولاده أي ما يزيد عن حاجته من القوت والمسكن وهو أن يكون المرء مقتدر ولديه القدرة على إخراج زكاة الفطر.
الشرط الثالث: هو دخول وقتها أي عند غروب الشمس من ليلة عيد الفطر المبارك وهو الوقت من الذي يتم فيه الفطر لما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ”.
فإذا مات المسلم بعد غروب ليلة العيد وجب إخراج الزكاة عنها ومن مات قبل الغروب تقع عنه زكاة الفطر.
أيضا من يولد قبل غروب ليلة العيد يتم إخراج زكاة الفطر عنه بينما من يولد بعد الغروب فلا زكاة عنه كما يسن إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه.
كما لا يشترط في وجوب إخراج زكاة الفطر البلوغ أو العقل أو الغنى.
ومن شروط وجوبها أن تكون زائدة عن قوت المسلم المكلف بإخراجها وعن قوت من تلزم على كل مسلم نفقته من الأقارب مثل الوالدين والأولاد إلى أن يبلغوا الحلم أو عن العاجزين عن كسب معيشتهم حتى وإن كانوا من البالغين.
ويتم إخراجها عن الإناث حتى يتزوجن وعن الزوجة وعن زوجة الأب الفقير وعن الخادم والخادمة وكل من يلزم منه النفقة عليه.
حكم دفع زكاة الفطر للأقارب الفقراء
وفيما يلي نتعرف على حكم إخراج زكاة الفطر إلى الأقارب من الفقراء:
أجمع العلماء على جواز إخراج زكاة الفطر إلى الأقارب.
لكن يشترط أن يكون من أعطى زكاة الفطر ممن لا تجب النفقة عليه.
ودفع زكاة الفطر للأقارب الفقراء أفضل لهم وذلك لأنه يجتمع فيها أمرين هامين وهما الصدقة وصلة الرحم.
ولكن في حالة وجود فقراء من غير الأقرباء أشد حاجة وفقرا منه فمن الأفضل تقديم الفقراء الأباعد على الفقراء الأقارب.
أسئلة أخرى قد تهمك
على من تجب زكاة الفطر؟
تجب الزكاة على كل مسلم ويخرجها عن نفسه وعمن تلزم منه نفقته مثل الوالدين الفقراء أو الأبناء.
ما هو مقدار زكاة الفطر؟
مقدار صاع من التمر أو الزبيب أو صاع من القمح أو من الأرز أو الشعير عن كل فرد.