حسب منظمة الصحة العالمية أن مفهوم الصحة الشامل للفرد هو سلسلة متنوعة من مفاهيم الصحة التي ينبغي أن يتمتع بها الفرد بالكامل ، وتتأثر الصحة الجسدية بالصحة النفسية والصحة العقلية ، وينبغي على الفرد أتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية للحفاظ على الصحة وتقادي الأمراض المستقبلية ، وإليكم التفاصيل عبر مجلة البرونزية.
محتويات المقال
يقتصر مفهوم الصحة للفرد على غياب المرض
لا يقتصر مفهوم الصحة للفرد على غياب المرض ، وذلك لأن المفهوم الشامل لصحة الفرد يرتبط بالسلامة البدنية والنفسية والعقلية ، ويوضح الأطباء أن العديد من الأمراض الجسدية تنتج عن الاضطرابات في الحالة النفسية باعتبارها من العوامل الهامة المؤثرة في صحة الفرد.
يجب أن تمتع الفرد بالسلامة الجسدية والنفسية والعقلية حتى يمكن القول عليه أن يتمتع بالصحة والعافية ويكون قادر على أداء المهام اليومية وتحقيق الإنجازات واقتراح الحلول للمشاكل التي يواجهها ، إلى جانب تكوين علاقات اجتماعية والتعامل مع الضغوطات في الحياة اليومية.
يمكن القول أن الصحة الجسدية والصحة النفسية والصحة العقلية يجمع بينها علاقة وثيقة في السلامة الصحية للفرد ويؤثر كلاهما على الأخر ، وذلك ما توصلت إليه الأبحاث الطبية لأن تدهور الصحة النفسية يعتبر باب للإصابة بمشاكل في الصحة العقلية والصحة الجسدية.
لذلك ينبغي على الفرد الحفاظ على الصحة النفسية التي تتأثر بشكل مباشر بقدرة الفرد على التعامل مع ضغوطات الحياة اليومية والتحديات التي يواجهها في الحياة ، وعليه أن يبتعد بقدر الإمكان عن مسبات التوتر والقلق ، وعليه أن يتجنب التعامل مع الأشخاص ذو الطاقة السلبية.
التعريف الشامل لمفهوم الصحة عند الفرد
حسب تعريف منظمة الصحة العالمية للمفهوم الشامل للصحة عند الفرد بأنه يتعلق بالصحة البدنية والصحة النفسية والصحة العقلية والصحة الاجتماعية والصحة الروحية والصحة المهنية والصحة الوظيفية ، ويجب أن يتمتع بالفرد بالسلامة الصحية في كلاهما ، وفي حالة اختلال أي قسم من أقسام الصحة السابق ذكرها يعاني أن الفرد يواجه مشكلة ما .
يجب على الفرد أن يراعي العناية بالصحة الشاملة لأنها تتأثر ببعضها البعض ، وقد يكون اختلال قسم واحد من أقسام الصحة بيئة خصبة للمزيد من المشاكل الصحية لاسيما المتعلقة بالصحة الجسدية والصحة النفسية والصحة العقلية ، وبالتالي يكون لها تأثير واضح في الحياة الاجتماعية والوظيفية للفرد.
يرتبط مفهوم الصحة عند الفرد بالكمال في الصحة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية والروحية والوظيفية ، ولكن حسب منظمة الصحة العالمية وتبعاً لآراء الأطباء ان الصحة البدنية والصحة العقلية تمثل الجوانب الرئيسية الأكثر أهمية لمفهوم الصحة عند الفرد لأنها تؤثر بشكل كبير على أقسام الصحة الأخرى:
الصحة البدنية
مفهوم الصحة البدني يعني الاكتمال الجسدي لصحة الفرد ، ولا يقتصر فقط على غياب المرض لأنه يعني قدرة الجسم على الوظائف الحيوية بشكل جيد ، ويرتبط الحفاظ على الصحة البدنية بأتباع سلوكيات صحية تتعلق بالتغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين ، وينبغي في حالة الشعور بأعراض غير مألوفة في الجسد مراجعة الطبيب المختص للتشخيص المبكر لأي مرض والمساعدة على اتخاذ التدابير العلاجية والوقائية للأمراض مما يضمن الحفاظ على الصحة الصحية الجسدية.
الصحة العقلية
مفهوم الصحة العقلية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية والصحة الاجتماعية والصحة العاطفية عند الفرد ، ولا يكون قاصراً على غياب الخوف والقلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية والعقلية الأخرى ، ولكنه يشمل على قدرة الفرد على التمتع بحياة صحية ممتلئة بالحيوية والتأقلم مع تحديات الحياة اليومية واقتراح حلول للأزمات الحياتية والقدرة على الاستمتاع بالحياة بارتياحية وبشكل آمن ، ويتمكن من تحقيق الأهداف وتكوين علاقات اجتماعية وتحقيق التوازن.
يجب على الفرد أتباع بعض النصائح الهامة التي من خلالها يستطيع الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية ويكون قادر على تحقيق الأهداف وتحدي الضغوطات الحياتية :
الطعام الصحي
يلعب الطعام الصحي دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض المستقبلية لأنه يمد الجسم بالمعادن والفيتامينات لتعزيز الوظائف الحيوية في الجسم وتقوية عضلة القلب ومكافحة الأورام السرطانية وتنظيم سكر الدم وتنظيم ضغط الدم ، وبالتالي ينصح بتناول نظام غذائي صحي غني بمنتجات الألبان والبيض واللحوم والدواجن والأسماك والفواكه والخضروات ، بالإضافة للابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمأكولات الغير مبتسرة والدهون والسكريات.
التمارين الرياضية
أشارت الأبحاث الطبية أن التمارين الرياضية بانتظام تساعد على الوقاية من المشاكل الصحية المستقبلية ، بالإضافة لدورها في إدارة بعض الحالات الطبية ، ولقد توصلت أنها مفيدة للوقاية من داء السكري وارتفاع الضغط والقولون العصبي وسرطان القولون وهشاشة العظام وقصور القلب ، فضلاً لأهمية في خسارة الوزن الزائد وتحسين الصحة النفسية.
خسارة الوزن
أشارت الأبحاث الطبية لوجود علاقة بين السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم وبين زيادة عوامل الخطورة للعديد من الأمراض الصحية والنفسية ، لذلك ينبغي خسارة الوزن الزائد من خلال أتباع نظام غذائي يلبي الاحتياجات اليومية منخفض السعرات الحرارية ، وذلك بالإضافة للانتظام في ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 5 مرات في الأسبوع لمدة تتراوح ما بين 60 دقيقة.
الإقلاع عن التدخين
ينصح بالإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على مادة التبغ التي يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة البدنية ، ولقد أشارت الأبحاث أنها ترفع من نسبة الخطورة لإصابة بأمراض القلب والكبد ، كما تعتبر من المسببات الرئيسية لانتفاخ الرئة وسرطان الرئة وسرطان الحلق وسرطان الفم ، الأمر الذي ينطبق أيضاً على المخاطر المتعلقة بشرب الكحوليات وتعاطي المواد المخدرة ، وبالتالي يجب الإقلاع عنهم.
الثقة بالنفس
تساعد الثقة بالنفس على تحسين الصحة النفسية والصحة العقلية ، كما تلعب دوراً كبيراً في تحقيق الأهداف وزيارة الوعي بمواجهة الضغوطات في الحياة اليومية ، وتساعد الفرد على تكوين علاقات اجتماعية وتعزيز تحقيقه للإنجازات.
تلعب الصحة النفسية دوراً رئيسياً في الحفاظ على صحة الفرد ، لاسيما أن الأبحاث الطبية توصلت إلى ارتفاع نسبة الأمراض الجسدية بسبب تدهور الصحة النفسية ، وقد يرجع السبب إلى ان الحالة النفسية للفرد تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الحيوية في الجسم وعمل الغدد الصماء وصحة القلب ، وقد يكون سبباً للإصابة بالأمراض المزمنة والاختلالات الهرمونية ، بالإضافة إلى ذلك يكون له تأثير سلبي على الصحة الإنجابية للرجل والمرأة.
بالتالي ينصح الفرد بالحفاظ على الصحة النفسية ويتطلب خلق بيئة نفسية صحية خالية ، ولا يقتصر ذلك على البالغين بل يشمل أيضاً الأطفال ، ويوضح الأطباء أن نسبة كبير من الأطفال يصابوا بالأمراض النفسية والأمراض الجسدية بسبب التعرض للعنف والإيذاء النفسي والتنمر ، بالإضافة لعدم توفير بيئة مناسبة في المنزل ناتجة عن الخلافات الزوجية والتفكك الأسري ، وذلك يكون له تأثير مباشر على الصحة النفسية والعقلية والجسدية للطفل وحياته المستقبلية.
علينا الحفاظ على الصحة النفسية من خلال تغيير الآلية التي نتعامل فيها مع ظروف الحياة والأحداث اليومية والتحديات التي نواجهها ، وقد ينجح البعض في ذلك بينما يحتاج البعض الآخر للمساعدة من قبل أخصائي نفسي لاسيما مع الأشخاص الذين يعانوا من أزمات حياتية مزمنة أو يشعرون بأن التحديات التي يمرون بها أكبر بكثير من طاقة تحملهم.
أسئلة شائعة
ما هو مفهوم الصحة النفسية؟
الصحة النفسية هي حالة من الاستقرار النفسي عند الفرد يمكنه من مواجهة الضغوطات الحياتية وإيجاد الحلول للمشاكل وتحقيق الإنجازات وبلوغ الأهداف وتكوين علاقات اجتماعية والقيام بدوره كفرد في المجتمع.
ما هو مفهوم الصحة الشخصية؟
الصحة الشخصية هي السلامة العامة البدنية والنفسية والعقلية عند الفرد ، ولا يقتصر مفهوم الصحة على الخلو من المرض أو انعدام العجز.
