الأمانة في اللغة هي الوديعة والوفاء وفي الاصطلاح هي حفظ الحقوق وأدائها إلى أهلها.
تشمل الأمانة ما فرض على العبد من صيام وصلاة وزكاة وجميع العبادات المفروضة.
أمرنا الله سبحانه وتعالى بأداء الأمانات في الكثير من المواضع من القرآن وأيضا الأحاديث النبوية الشريفة.
حيث قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا).
وقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”.
كما جاء حديث يدل على أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة وهو “أَخْبَرَنِي أبو سُفْيَانَ، أنَّ هِرَقْلَ قَالَ له: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أنَّه أمَرَكُمْ بالصَّلَاةِ، والصِّدْقِ، والعَفَافِ، والوَفَاءِ بالعَهْدِ، وأَدَاءِ الأمَانَةِ، قَالَ: وهذِه صِفَةُ نَبِيٍّ”.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
أشكال الأمانة
للأمانة وجوه كثيرة ومظاهر متعددة نذكر منها الآتي:
إتمام العبادات على أكمل وجه واحدة من أداء الأمانات.
حفظ الجوارح والنفس عن المعاصي وكل ما يُغضب الله عز وجل.
تجنب الوقوع في الفاحشة وحفظ العرض من الوقوع في المعاصي.
إتقان العمل وهي من أشكال الأمانة التي يحث عليها الإسلام ويأمرنا بها الحق سبحانه وتعالى ونبيه الكريم.
حفظ الأسرار حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما المجالسُ بالأمانة”.
تربية الأبناء تربية صالحة وهي من أخطر الأمانات بل وأعظمها لأن الأسرة هي أساس المجتمع وركيزته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسئولٌ عن رعيته”.
رد الودائع والأمانات إلى أهلها حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “أربعٌ إذا كنَّ فيكَ فلا عَليكَ ما فاتَكَ منَ الدُّنيا: حفظُ أمانةٍ، وَصِدْقُ حديثٍ، وحُسنُ خَليقةٍ، وعفَّةٌ في طعمةٍ”.
رعاية كل من الزوجين حقوق بعضهم البعض والحفاظ على مساحة الصدق والأمانة بينهم فلا يتجسس أحدهما على الآخر كما عليهم التماس الأعذار لبعضهم وحفظ أسرار بيتهم وهي من أعظم الأمانات على وجه الأرض.
الوفاء بالعهود والعقود وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “اضْمَنُوا لي سِتًّا من أنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الجنةَ: اصْدُقُوا إذا حَدَّثْتُمْ، وأوْفُوا إذا وعَدْتُمْ، وأَدُّوا الأمانةَ إذا ائتُمِنْتُمْ، واحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وغُضُّوا أَبْصارَكُمْ، وكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ”.
فلا يجوز للمسلم أن يغش في البيع والشراء وعليه الالتزام بأداء الحق إلى أهله وأن يلتزم بما قطعه على نفسه من وعود.
رد الودائع إلى أهلها حيث جاء عن عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنْ كنتُمْ تُحِبُّونَ أنْ يُحِبَّكُمُ اللهُ و رسولُهُ فَحافِظُوا على ثلاثِ خِصالٍ: صِدْقِ الحَدِيثِ، و أَدَاءِ الأَمانَةِ، و حُسْنِ الجِوَارِ”.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقب بين قريش بالأمين على الرغم من عداوة قريش له إلا أنها لم تتمكن من إنكار هذه الخصلة الحميدة فيه وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الحياة.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم “إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ”.
أهمية الأمانة للفرد والمجتمع
حثنا الدين الإسلامي على التحلي بالفضائل والأخلاق الحميدة وأمرنا بالتحلي بالأمانة حتى ترفع من شأن صاحب هذه الخصال في الدنيا والآخرة ويجد في نفسه طمأنينة كما نجد أن للأمانة أهمية كبيرة في حياة الفرد بل تعود أهميتها على المجتمع بأسره نذكر منها الآتي:
يتقرب العبد من ربه من خلال الامتثال لأوامره.
تزيد من روابط المحبة بين كافة الأفراد في المجتمع.
تبعد الفرد عن الوقوع في المعاصي.
تمسك الفرد بالقيم الدينية ويفوز برضا الله والجنة.
انخفاض معدل الجريمة في المجتمع مما يساهم في تحقيق الأمن والسلام بين أفراد المجتمع الواحد.
نشر الحب والثقة بين جميع أفراد المجتمع مما يزيد من شعور الأخوة والوحدة.
زيادة ثقة الفرد بنفسه وتعزيز شعوره بالرضا.
رفع الكفاءة الإنتاجية من خلال تحقيق التطور الحضاري.
تؤدي إلى ارتقاء المجتمع وزيادة سعادته حيث ينتشر الأمان بين الأفراد فلا يكون هناك خوف أو قلق من غدر أو خيانة مما يساهم في زيادة الثقة بين الأفراد.
مراعاة العبد لأدق التفاصيل في اتباع مرضاة الله عز وجل.
أداء الدين كاملا إلى صاحبه وعدم الانتقاص منه وهضم حقه. حفظ الجوارح والنفس عن المعاصي واستخدامها في مرضاة الله سبحانه وتعالى. أيضا حفظ الأسرار والحرص على كتمانها وعدم إفشائها والصدق في القول والحديث. رد الأمانات والودائع إلى أهلها.
ما هي صفات الشخص الامين؟
الصدق والأمانة والنزاهة وأن يكون حريصا على التحلي بالأخلاق الحميدة.
من مظاهر الامانه إتقان العمل؟
قال الله تعالى في كتابه الكريم شأن الأمانة: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) حيث أن الأمانة والإتقان أساسها الإخلاص إذ يعتبر من أبرز مظاهر حضور الضمير المهني وفاعلية حضوره في مختلف ميادين الحياة.