محتويات المقال
للكلمة الطيبة مكانة عالية في الإسلام وقد حثنا الله عز وجل على قول الكلمة الطيبة في الكثير من المواضع التي وردت في آيات الذكر الحكيم والتي سنتطرق إلى هذه المواضع فيما يلي:
قال الله تعالى (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا).
وقال أيضا عز من قائل: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا).
وفي آية أخرى قال تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
وأيضا ورد في سورة الإسراء قوله تعالى ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾.
وأيضا حث سبحانه وتعالى على الكلمة الطيبة في طه عندما أمر سيدنا موسى بأن يلين في القول لفرعون عله يلين قلبه للإيمان كما جاء في قوله تعالى ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾.
كما جاء في قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾.
وفي قوله تعالى في سورة الحجرات ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون ﴾.
ولما كانت السنة النبوية الشريفة هي داعمة لما ورد في كتاب الله الكريم ومفسرة لما خفي عن الصحابة وعن الأمة من معان للآيات الكريمة فقد جاءت مكانة الكلمة في السنة النبوية وأثرها في النفوس والتي جاءت على النحو التالي:
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح “إن الرجل لَيتكلَّمُ بالكلمة من رضوان الله ما كان يظنُّ أن تبلغ ما بلغت؛ يكتب اللهُ له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه”.
كما ورد في حديث متفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسولَ الله، أيُّ المسلمين أفضلُ؟ قال: “مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده”.
وفي حديث رواه الإمام البخاري عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن يضمنْ لي ما بين لَحْيَيْه وما بين رجلَيْه، أضمنْ له الجنة”.
وعن عقبةَ بنِ عامر قال: قلت: يا رسولَ الله، ما النجاة؟ قال: “أمسك عليك لسانَك، ولْيَسَعْك بيتُك، وابكِ على خطيئتك”.
وجاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – رَفعه – قال: “إذا أصبح ابنُ آدم، فإن الأعضاء كلَّها تكفر اللسان، فتقول: اتقِ اللهَ فينا؛ فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوجَجْت اعوججنا”.
وعن عدي بن حاتم قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم النارَ، فأشاح بوجهه، وتعوَّذ منها – ذكر شعبة أنه فعله ثلاث مرات – ثم قال: “اتقوا النارَ ولو بشقِّ التمرة، فإن لم تجدوا، فبكلمة طيبة”.
الكلمة الطيبة لها كبير الأثر على النفس والروح بل بإمكان الفرد من خلال كلمة واحدة يتفوه بها أن يكسب الكثير من قلوب البشر ويجذب له الكثير ومن أثر الكلمة الطيبة على النفس ما يلي:
اقرأ أيضًا: فوائد صلاة الجماعة وأثرها في تحقيق التضامن بين المسلمين
كما أن أثر الكلمة الطيبة يعود بالنفع على صاحبها فإنها أيضا تترك الأثر على المجتمع بأكمله حي يمكن للكلمة الطيبة أن تفعل ما لا يستطيع فعله الكثير من قوى الحياة فنجد أثرها متمثلا في التالي:
لن يخسر الإنسان شيء في حال كان سائرا بين الناس بحُسن الحديث وبأن يتفوه بالكلمة الطيبة والتي لها الفضل الكبير في الحياة ولها المكانة العالية عند الله سبحانه وتعالى حيث يأمرنا به في الكثير من المواضع القرآنية وحث المسلمين عليها فالكلمة الطيبة لها نوعان أساسيين وهما كالتالي:
أسئلة أخرى قد تهمك
الكلمة هي طاقة تتشكل من خلالها الأنفس وقد تكون أفضل دواء للروح والنفس لأنه تلامس القلب والروح فتترك أثر كبير في الأنفس والأذهان لأن الكلمة ليست مجرد موجات صوتية فقط بل أعظم وأهم من ذلك بكثير.
وفقا لما جاء في أقوال علماء الاجتماع فإن الكلمة تعادل بل ربما تتفوق على أية قوة قد توصل إليها الإنسان لأنها تمس القلب والعقل والروح وتحفز الجسد لفعل أو حتى لردة فعل وبقية القوى تمس الجسد فقد فلا يكون بنفس تأثير الكلمة.
الكلمة الطيبة هي أهم وأقوى الركائز الحية بل هي الأساس الذي يقام عليه صرح الحياة وبدون الكلمة الطيبة لا يمكن أن تتقدم الحياة أو تستمر وبدون الكلمة لا يترسخ الإيمان في القلوب والعقول.