يبحث الكثير من الأشخاص عن إجابة السؤال هل التوكل على الله ينافي الاخذ بالاسباب وذلك لأن التوكل يعتبر من الأمور التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، ولكن هل يتنافى هذا التوكل مع أن يأخذ المسلم بالأسباب، وهذا ما سوف نقوم بتوضيح الإجابة عنه من خلال النقاط الآتية:
لقد أمر الله سبحانه وتعالى العباد أن يتوكلوا عليه، وذلك من خلال العديد من الآيات القرآنية المختلفة، والتي توضح أهمية التوكل على الله، و كذلك الأحاديث النبوية الشريفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن الله عز وجل هو أيضًا الذي أمر المسلم أن يقوم بالأخذ بالأسباب، وذلك ما يعني أنه لا يوجد أي علاقة تشير إلى أن التوكل ينفي الأخذ بالأسباب.
ولكن لا بد من أن يسعى المسلم في توفير الأمرين، وأن يحاول جاهدا أن ينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى.
حيث يجب أن يكون الإنسان متوكل على الله سبحانه وتعالى في كافة أمور حياته، ويعلم أن الله هو وحده الذي بيده كل شيء.
وفي الوقت نفسه لا بد من أن يسعى الإنسان، فلا يجوز أن يتم التوكل على الله على سبيل المثال في الرزق من دون أن يكون هناك سعي من الإنسان وراء تحصيله، وهو ما يعني الأخذ بالأسباب.
التوكل على الله والأخذ بالأسباب
يعتبر التوكل على الله هو واحد من بين الأمور التي حثنا عليها الدين الإسلامي، وهو من بين شعب الإيمان، وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى هو من أمر عباده بأن يلتزموا التوكل إليه، إلا أنه أمرهم أيضَا أن يقوموا بالأخذ بالأسباب.
حيث قال الله تعالى: “وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ”.
ومن خلال تلك الآية القرآنية يتبين لنا أن الله سبحانه وتعالى أمر بأن يتم الأخذ بالأسباب، وبعدها يتم التوكل على الله.
وهذا ما يعني أن المسلم لا بد من أن يسعى ويجتهد في الكثير من الأمور الموجودة في حياته، وفي الوقت نفسه يكون متوكل على الله.
حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أكثر الناس توكلًا على الله في كافة أمور حياته، ولكنه في الوقت نفسه كان يأخذ بالأسباب.
وذلك لأن التوكل على الله هو أن يعمل القلب، وهو معتمد على الله، وأن يكون لديه الثقة الكبيرة في الله، بأنه لا يأتي إلا بالخير، وأنه هو من يدفع الشر عن الإنسان.
ولا بد من أن يأتي التوكل مع الأخذ بالأسباب، فلا يجوز أن يترك الإنسان العمل، وأن يقول أنه متوكل على الله في أن يرزقه، ولكن لا بد من أن يسعى وأن يعمل وهو متوكل على الله في أنه سوف يرزقه ويعينه على ذلك العمل.
مراتب التوكل على الله
وبعد أن أوضحنا لكم الإجابة عن سؤال هل التوكل على الله ينافي الاخذ بالاسباب وذكرنا لكم كافة المعلومات التي تتعلق حول هذا الأمر، فيجب معرفة أن التوكل هو من الأمور التي يكون لها العديد من المراتب، والتي سوف نوضحها من خلال النقاط الآتية:
تكون المرتبة الأولى من مراتب التوكل على الله هي أنه لا بد من التعرف على الله سبحانه وتعالى بشكل أكبر، وأن يتم التعرف على الصفات الخاصة بالله، والتعرف على كل ما يتعلق بالله، ومعرفة أنه هو وحده القادر على كل شيء، والذي يكون بيده كل شيء.
أن يتم إثبات ورعاية كافة الأسباب، وأن يتم بقاء القلب في توحيده لله سبحانه وتعالى.
ومن بين مراتب التوكل أيضًا هو أن يتم الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في كل أمر من أمور الحياة، وأن يتم الاستناد والتوكل عليه، وأن يكون ثقة كبيرة في تدبير الله.
أن يكون العبد حسن الظن بربه أيضًا تعتبر من مراتب التوكل، وأن يكون لديه اليقين بأن الله لا يأتي إلا بالخير.
ومن بين تلك المراتب هو أن يكون المسلم قلبه مستسلم لله ولكل ما يأتي منه، وأن يقوم المسلم بتفويض أمره لله سبحانه وتعالى.
كما أن التوكل من بين مراتبه هو أن يكون العبد لديه الرضا بكل أمور حياته، ويرضى بكل ما يأتي من عند الله سبحانه وتعالى.
ومن خلال توضيح هل التوكل على الله ينافي الاخذ بالاسباب فسوف نوضح لكم أيضًا الدرجات الخاصة بالتوكل على الله، وذلك لأنه من الأمور التي تختلف من حالة إلى أخرى، ولقد ذكر العديد من العلماء الكثير من الأمور التي تتعلق بالتوكل، والتي تكون على هذا النحو الآتي:
تكون أول درجات التوكل على الله هي تلك الحالة التي يكون فيها المسلم في حالة من التوكل العام، والذي يكون عبارة عن التوكل والثقة في اله سبحانه وتعالى، وأن يكون العبد في ثقة تامة.
أما الدرجة الثانية من درجات التوكل فإنها تكون عبارة عن التوكل الشديد، والذي يكون فيه العبد أشبه بالطفل الصغير، والذي يعتمد على الله في كل شيء، ويلجأ إليه أيضًا في كل شيء، وهو من المراحل التي تكون أشد من المرحلة الأولى.
والدرجة الثالثة من درجات التوكل هو أن يكون العبد في حالة من التوكل، ولكنها تكون عبارة عن استسلام تام لله، وسكينة القلب له، وهو من أنواع توكل الخاصة.
ثمار التوكل على الله
وهناك العديد من الثمار المختلفة التي تعود على المسلم في حالة التوكل على الله سبحانه وتعالى، ومن بين تلك الثمار الآتي:
يساعد التوكل على الله في زيادة الرزق للعبد، وذلك من خلال العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد فائدة التوكل، ومن بينها الحديث الشريف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا)).
كما أن التوكل يعتبر من الأمور التي تحفظ المسلم من وساوس الشيطان، والمكائد التي يقدمها للإنسان، وجاء ذلك من خلال الاستناد إلى بعض الآيات القرآنية، ومن بينها:
بالإضافة إلى أنه يكون من بين الأسباب التي تساعد على دخول العبد إلى الجنة.
كما أنه يساعد على جعل العبد راضي في حياته، وأن تكون حياته مليئة بالسعادة والتفاؤل، ويخلص العبد من الشعور بالتشاؤم.
كما أن التوكل يجعل المؤمن يحصل على محبة الله، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قال: (إن الله يحب المتوكلين).
أسئلة أخرى قد تهمك
ما العلاقه بين التوكل والاخذ بالاسباب؟
يعتبر التوكل على الله هو من الأمور التي يجب أن تكون مقرونة بالأخذ بالأسباب، حيث يجب أن يأخذ الإنسان بالأسباب، وبعدها يقوم بالتوكل على الله، وأن يفوض أمره إلى الله.
ما حكم ترك الأخذ بالأسباب؟
إن ترك الأخذ بالأسباب هو من الأمور التي تكون منافية للدين الإسلامي، فيجب أن يأخذ المسلم بالأسباب، وفي الوقت نفسه يكون متوكل على الله سبحانه وتعالى.
من اسباب ضعف التوكل على الله؟
وهناك العديد من الأمور التي تؤثر على توكل العبد على ربه، ومن بينها ضعف الإيمان، وكذلك التشاؤم، والذي يجعل العبد يفقد الثقة في ربه.