تعريف الاحسان، يعتبر الإحسان من أعلى مراتب الدين الإسلامي وهو من أرقى أوجه الأيمان عند الله سبحانه وتعالي، ونوضح من خلال موقع مجلة برونزية بعض المعلومات التي توضح تعريف الإحسان، مع ذكر عدد أركان الإحسان مع ذكر مراتبه وكذلك أوجه الإحسان المتعددة، فتابعوا السطور القادمة
محتويات المقال
تعريف الاحسان
يعرف الاحسان بانه من أعلي المقامات عن الله عز وجل، وهو ان يؤدي العبد عبادته لله في اسمى وافضل الدرجات.
فيعبد العبد ربه شوقا وطلبا لرضاه ومحبته وليس خوفا من عقابه، وقد ذكر الإحسان في قول النبي عليه افضل الصلاة والسلام حيث قال” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
ويتوضح الإحسان كذلك في أوجه المعاملة مع الخلق مثل بر الوالدين والرحمة بهم وأيضا صلة الرحم والعطف على الفقير ومساعدته.
وقد أوجب ديننا الإسلام علينا الإحسان في شتى الأمور، فجزاء الإحسان عند الله عز وجل وأجر عظيم للعباد.
عدد أركان الاحسان
من الجدير بذكره إن عدد أركان الإحسان هي ركن واحد فقط وذلك ما تم توضيحه من قبل السنة النبوية، حيث ان الإحسان هو عبادة الله عز وجل وكأننا نراه فإن لم نراه فهو يرانا جميعاً، ويتوضح ذلك في مقامان وهما كالاتي:
المقام الأول: وهو المقام الأعلى، ويسمى بمقام المشاهدة، فصل الإنسان لمرحلة يشعر وكان نور الله عز وجل في سمعة وقلبه وأمام عيناه، ومن ثم يمتلئ قلب العبد السكينة والهدوء ويشعر بقرب الله عز وجل له.
المقام الثاني: وهو مقام المراقبة، فيؤمن الإنسان أن الله عز وجل يراه أينما يوجد في كافة حالاته، ومن ثم يلتزم الإنسان بحرصه على القيام بعباداته ووجباته الشرعية على افضل الهيئات.
متى يصل الأنسان إلى درجة الأحسان
أوضحت الشريعة الإسلامية أن الدين مراتب، ويعد الإسلام هو أولى مراتب الدين، ويقصد بالإسلام الاستسلام ومن ثم نتساءل متى يصل الإنسان إلى درجة الإحسان فالإجابة تتوضح فيما يلي:
هناك الكثير من الأمور التي يجب أن يقوم به المسلم على أسمى وأكمل وجه، وذلك لكي يصل لدرجة الإحسان.
ويتوضح ذلك في قيام الصلاة والخشوع فيها وأتاه الزكاة وإخراج الصدقة في موضعها الصحيح.
وأيضا الإحسان إلي الفقراء والمساكين، كما أن المسلم يصل لدرجة الإحسان عندما يمتنع عن ارتكاب أي من الذنوب والخطايا، وذلك لأنه يستشعر الله سبحانه وتعالي بانه يراقبه ويستأنس المسلم بقربه.
أهم مراتب الاحسان
في سياق ذكر تعريف الإحسان، فسوف نذكر أيضا ما هي اهم مراتب الإحسان، حيث أن مراتب الإحسان هي ثلاث وهما كالآتي:
المرتبة الأولى: وهي مراقبة الله عز وجل والخوف من عصيانه، فيعبد العبد ربه كأنه يراه بقلبه أثناء عبادته.
المرتبة الثانية: وهى الحياء من الله عز وجل، ويتوضح ذلك عندما يعلم العبد أن الله يراه ومطلع عليه طوال الوقت، في شتى الأحوال، فيكون العبد شديد الحرص على أن يجتهد دائما في عبادته، ويكون أيضا لدية حياء شديد لربه يمنعه من فعل الذنوب والمنكرات.
المرتبة الثالثة: وهي الشعور بالاطمئنان والسكينة بالقرب من الله عز وجل وعبادته، فيستأنس العبد بربه، ويستمتع حين تأدية عبادته على اكمل وجه، ويشعر بالاطمئنان ويزول همه، ويتفرج كربه وذلك من خلال قربه من الله عز وجل.
صور من الإحسان
نوضح من خلال النقاط التالية بعض من صور وأوجه الإحسان وذلك على النحو التالي:
إحسان العبد لوالديه وذلك ببرهم وطاعتهم بالمعروف.
إحسان العبد لأقاربه وصلة رحمهم والدعاء لهم بالتوفيق والخير.
إحسان المرء لابن السبيل، ومساعدته في قضاء حاجته وإرشاده لكل ما هو صحيح.
الإحسان إلى اليتيم والمحافظة على حقوقه وماله.
الإحسان إلى الفقراء والمساكين ومساعدتهم وتقديم كل ما يحتاجونه من مآكل وملبس ومشرب.
إحسان الإنسان للحيوانات وتقديم لهم الشراب، وإطعامهم ورعايتهم عند مرضاهم والحفاظ عليهم.
الإحسان في القرآن الكريم
توجد العديد من الآيات القرآنية التي توضح فضل الإحسان وجزائه ونفعه على المسلم، وذلك على النحو التالي:
ما ذلك في كتاب الله العزيز من سورة النحل” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” وتعني هذه الآية الكريمة أمر الله عز وجل للمسلمين أن يحسنوا ويكونوا من المحسنين.
وأوضحت كذلك صور الإحسان وتعامل العبد مع الخلق مثل بر الوالدين، فقال الله تعالي في سورة الإسراء” وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا“
وأيضا قول الله تعالى في سورة البقرة” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ” وتوضح هذه الآية أن الإحسان ليس بالفعل فقط بل بالقول والفعل.
الاحسان في المعاملات
حثنا ديننا الإسلام، على حسن معاملة الناس أجمعين، فيجب أن نتعامل بالمعروف ولا نفرق بين غني وفقير وكذلك نحسن معامله الجار واليتامى والمساكين، ويتمثل ذلك على النحو الآتي:
الإحسان إلى الوالدين
فقد ذكر في كتاب الله عز وجل في سورة الإسراء” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا ربياني صَغِيراً“.
وروي أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال” سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”.
الإحسان إلى الجار
وذلك من خلال إكرام الجار وكف الأذى عنه، فقد روي عد أبو شريح العدوي رضي الله عنه ان رسول الله صلى اله عليه وسلم قال” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت“.
الإحسان إلى اليتامى والمساكين
فقد أمر الله عز وجل بأن يحسن إلى اليتامى والمساكين، وذكر ذلك في سورة البقرة فقال الله تعالى”إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ“.
الإحسان إلى المرأة
فمن المعروف أن ديننا الإسلام أعلي من شان المرأة وأعطاها المكانة الخاصة واهتم بها كثيرا، واكرمها.
كما أوصى نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام بالمرأة وحسن معاملتها باللين والرفق، وذلك للام والأخت والزوجة والابنة.
فقال عليه الصلاة والسلام” استوصوا بالنساء خيرا” كما أوصى عليه افضل الصلاة والسلام باحترام المرأة وتكريمها.
الإحسان إلى الحيوان
يجب على المرء أن يحسن ويعطف على الحيوان، وذلك بإطعامه والاهتمام به، فعندما يريد المسلم أن يذبح منه ما احله الدين الإسلامي، فيجب عليه شحذ شفرتهم وحدها تمام الحد، وفقد روي شداد بن اوس رضي الله عنه فقال” ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته.
وذكر أيضا عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال”قدْ دَنَتْ مِنِّي الجَنَّةُ، حتَّى لَوِ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا، لَجِئْتُكُمْ بقِطَافٍ مِن قِطَافِهَا، ودَنَتْ مِنِّي النَّارُ حتَّى قُلتُ: أَيْ رَبِّ، وأَنَا معهُمْ؟ فَإِذَا امْرَأَةٌ – حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ – تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ، قُلتُ: ما شَأْنُ هذِه؟ قالوا: حَبَسَتْهَا حتَّى مَاتَتْ جُوعًا، لا أَطْعَمَتْهَا، ولَا أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ – قالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ: مِن خَشِيشِ – أَوْ خَشَاشِ الأرْضِ“