الحيوانات أحدى مخلوقات الله يحثنا الدين الإسلامي على الاعتناء بهم بطرق معنوية أو مادية لتقديم لهم سبل العناية أو الحماية من الطقس البارد ، حيث يكون لهذا ثوب عظيم للفرد المتصدق على الحيوان يراه في الدنيا والأخرة ، ولقد يؤكد الرسول أن الرحمة بالحيوان يقابله رحمة الله للفرد يوم القيامة وتيسير له الحياة في الدنيا ، وسوف نوضح عبر مجلة البرونزية المزيد من المعلومات التفصيلية ، فتابعونا.
محتويات المقال
تجربتي مع الصدقة على الحيوانات
تجربتي مع الصدقة على الحيوانات بدأت منذ الصغر ولقد تعلمت هذا من والدتي التي كانت حريصة على الرفق بالحيوان باعتباره كائن عاجز عن التعبير عما يشعر ، وبدأت رحلتي في التصدق على الحيوانات بطرق متنوعة ومختلفة تنطوي على إعطائهم مشاعر الحب والعطف في بادي الأمر ، وأن يتم تقديم لهم الماء ، وأن يتم رعايتهم وقت المرض أو في الطقس البارد.
تجربتي مع الصدقة على الحيوانات بدأت عندما أدركت عظمة هذا الفعل وأن الدين الإسلامي يحث على التصدق على الحيوانات والطيور مثلما يحث على التصدق على الفقير والمحتاج ، وهذا أجعلني أبدء الخطوة في العناية بالحيوان من خلال اصطحاب أحد القطط في الشوارع إلى المنزل وتربيتهما ، وكان الأمر في البداية صعب ولكن مع مرور الوقت شعرت كما أنها جزء مني أشعر بأجمل اللحظات معها ، وتعلمت من الحيوانات الحب بلا مقابل .
تجربتي مع الصدقة على الحيوانات بدأت حين حصلت من صديقة في عيد ميلادي على كلب هدية ، وكان المطلوب مني رعايته ، وكنت في ذلك الوقت أخاف من الحيوانات بشكل عام ، ولكن مع الوقت قل الخوف حتى تحول لشعور بالسعادة والأمان في اللحظات التي أقضاها معه واعتني به ، وكنت المسئولة عن إطعامه وتنظيفه وتلبية متطلباته ، وكان هذا يزيد من علاقة الحب والارتباط بيننا حتى أصبح يومي يزيد قيمة في وجود هذا الكلب الذي جعلني أحرص على التصدق على الحيوانات الموجودة في الشوارع وتقديم له الطعام والشراب من حين لأخر.
طرق التصدق على الحيوانات كثيرة تنطوي في بادي الأمر على النية النقية للتصدق لوجه الله تعالي وتقديم له الدعاء بقبول الصدقة ، ويمكن التصدق على الحيوانات بطرق معنوية شاملة تقديم له الحب أو العطف أو الكف عن الإيذاء بهم ، أو بطرق مادية شاملة تقديم له الطعام أو الشراب.
يمكن التصدق على الحيوانات من خلال وضع علب الماء الفاتر النظيف في الأماكن المختلفة التي يتجمعون فيها ، كذلك توزيع عليهم الطعام لتلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية.
يمكن توزيع بقايا الأكل المتبقي في المنزل على الطرق لتوفير الغذاء المناسب للحيوانات الموجودة في الشوارع ، وذلك يكون له ثواب عظيم بدل عن رمي بقايا الأكل والتخلص منه في سلة المهملات.
يمكن توفير البيئة الآمنة للحيوانات في الشوارع خلال الطقس البارد من خلال تصنيع صناديق كرتونية بداخلها أفرشة قديمة على أن يتم وضعها في الأماكن التي يتجمع فيها الحيوانات في الشوارع ، وبالتالي يحتمون فيها من برودة الطقس الشتوي.
يمكن تقديم للحيوانات الرعاية الصحية عند رؤية حيوان ما مصاب بجرح أو حمى من خلال عرضه على الطبيب البيطري أو تقديم له الرعاية في المنزل ، وبعد ذلك يجوز تركه لحال سبيله أو استكمال تربيته في حالة الرغبة بذلك.
أن أعظم طرق التصدق على الحيوانات تتمثل في توفير له البيئة الآمنة من خلال إبعاد عنهم سبيل الإيذاء الجسدي كالضرب أو التعذيب ، وتلك الأفعال التي يصرف بها أصحاب القلوب القاسية .
أن فضل الصدقة على الحيوان عظيم حيث يحث علينا الدين الإسلامي بالرفق بالحيوانات والطيور باعتبارهم كائنات حية تمتلك جسد ورح ، ويظهر ذلك في العديد من الآيات القرانية أو الأحاديث النبوية ، أن الدين الإسلامي يحث على التصدق على الحيوانات والطيور بل يراها نوع من الصدقة لا يقل قيمة عن الصدقة على الفقراء أو المساكين.
الصدقة على الحيوان يكون له ثوب للفرد المتصدق حيث ترفع من وزنه الحسنات ، وتزيد من رضا الله بشكل يظهر من خلال رحمة الفرد في يوم القيامة ودفع عنه البلاء في الدنيا ، كما يفرج عنه الكرب بطرق غير متوقعة.
التأكد على فضل الصدقة على الحيوان يظهر من خلال قول الرسول عليه الصلاة والسلام (من رحم ولو ذبيحه عصفور رحمه الله يوم القيامة) وذلك يؤكد أن الله يرحم الفرد الذي يتصدق ويعتني ويرفق بالحيوان أو الطيور ، وله ثوب عظيم عند الله.
يجوز الدين الإسلامي التصدق على الحيوانات باعتبارهم من مخلوقات الله ، لذلك يحثنا على ذلك بطرق مختلفة ويكون للفرد المسلم أجر عظيم ، وهناك العديد من الأحاديث الواردة على لسان الرسول تؤكد على عظمة ثواب الصدقة على الحيوان ، كما تبرز الثوب العظيم الذي يحصل عليه الفرد وراء هذا الفعل الإنساني الممتلئ بقلب رحيم .
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ الرسول صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ، قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ).
إطعام الحيوانات صدقة جارية
يعتبر إطعام الحيوانات صدقة جارية يكتب الله فيها للفرد المسلم الأجر ، كما يزيد من وزنة الحسنات والعمل الصالح ، حيث أن أنواع الصدقات في الإسلام ليس قاصرة على الإنسان بل شاملة الحيوان والطيور ، كما أن الكلمة الطيبة من الصدقات أيضاً.
إطعام الحيوانات صدقة للميت
يعتبر إطعام الحيوانات شكلاً من أشكال الصدقة لللميت المتوفي على أن يتم عزم النية لوجه الله تعالي ، ولقد يؤكد لنا ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام (ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة).
أسئلة شائعة
هل مساعدة الحيوانات فيها اجر؟
نعم أن مساعدة الحيوانات فيها أجر عظيم عند الله ، ولقد يحثنا الدين الإسلامي على الاعتناء بالحيوان .
هل نؤجر على اطعام القطط؟
نعم نؤجر على إطعام القطط حيث يكون ذلك شكلاً من أشكال التصدق على الحيوان له ثوب عظيم للفرد في الدنيا ويوم القيامة.
