نقدم لكم قصص للاطفال. لابد من أن يكون هناك تنوع عند قراءتكم روايات للصغار، وذلك حتى لا يشعروا بالملل والزهق. كما أنه من المفترض أن تقوموا باختيار القصة على حسب كم يبلغ سن الطفل، وما هي القدرة العقلية التي يستطيع الصغير التعامل بها. ولهذا قد خصصنا لكم هذا المقال على برونزية لنعرض واحدة من القصص التي تتناسب مع كثير من الأعمار.
محتويات المقال
كان يا ما كان ما يحلى الكلام إلا بذكر نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام. قديماً وجد فلاح يعيش في بيت بسيط جداً هو وزوجته. ولا ينجب أي طفل، وكانت معيشتهم ميسورة الحال جداً على الرغم من أن عمله بسيط، حيث كان يعمل صبي في أحد المحلات. ولكن كان يجمع الكثير من الأموال، والسبب وراء هذا ليس العمل في المحل إنما بسبب أن هذا الفلاح البسيط كان نصاب. يحتال على كل شخص، ثم يهرب وينصب على آخر. وهكذا كان الحال معه، بل وكانت زوجته تساعده في كل أمور وعمليات النصب التي كان يقوم بها.
وفي يوم من الأيام وجد الناس في قريته أنه يقوم بالسير مع حمار، ولكن لاحظوا أن هذا الحيوان تتساقط من فمه النقود الكثيرة. وعندما سأله الناس ما الذي يحدث أيها الفلاح. أخبرهم أن الله سبحانه وتعالى قد رزقه بحمار ينتج العديد من الأموال التي لا عد لها ولا حصر. ولكن هناك أحد المشاكل الكبرى أنه لا يجد من يشتريه منه لأنه لا يستطيع أن يطعمه. ذُهلت الناس من هذا الحديث، فهذا كنز كيف يريد أن يتخلى عنه، واعتقد البعض أنه فلاح بسيط لا يفهم كثيراً. فقال أحد التجار اتركه لي وأنا سأرعاه وكانت داخل نواياه الفوز والانتصار بأن يحصل على حمار يعطيه النقود الكثيرة، وهذا مقابل بعض الأموال البسيطة. وبالفعل تمت البيعة بنجاح، وذهب الفلاح مسرعاً إلى المنزل. وبينما يصل التاجر الحمار إلى بيته مات في الطريق. فعلم أن هذا الفلاح خبيث فقد وضع الكثير من الأموال في فم الحمار، ولهذا لم يستطع ومات.
ذهب مسرعاً إلى بيت الفلاح ليسأله عنه، ولكن وجد زوجته. قالت له أن زوجها لن يعود حتى الآن إلى المنزل. وبعد أن صاح في وجهها قليلاً أخبرته أن لديها كلب يتحدث ويفهم الكلام جيداً، وأنها ستحضره وتجعله يأتي بالفلاح زوجها. وافق سريعاً، وبالفعل أفهمت الكلب بأن يحضر زوجها. وأحضره بعد ساعة تحديداً حيث جاء مع كلب مشابه للأول تماماً. وقال للتاجر بأن يهدأ قليلاً وأنه سيعطيه الكلب بدلاً من الحمار الذي مات فهو يفهم ويستطيع أن يساعده في كثير من الأمور.
وبالفعل أخذ التاجر الكلب، وأدخله المنزل، وبعدها أمره ببعض الأشياء داخل البيت نفذها جميعاً. فرح التاجر جداً، وتحمس بأن يحمله بعض المسؤوليات. أمره بأن يحضر شئ من خارج المنزل فذهب ولم يعود مرة أُخرى.
بعدها سمع أهل القرية صياح شديد يخرج من منزل الفلاح، وعندما تمعنوا وجدوا أنه يحمل سكيناً ويريد أن يضرب بها زوجته. وبالفعل لم يمضي الكثير حتى طعنها في بطنها ورأى الناس أن الدماء تسيل من كل اتجاه. فذُهل الناس من روع المشهد الموجود أمامهم. وسألوه عن سبب قتلها، قال أنا معتاد على هذا فقليلاً من الوقت كي أهدأ وسأعود مرة أُخرى وادعوها تأتي مسرعة. وبالفعل نادى عليها ورأوها أمامهم.فأراد الناس أن يقوموا بتجريب تلك الحيلة باستخدام السكين، ولكنهم بعد شراء تلك الآلة الحادة قاموا بقتل النساء جميعاً.
اجتمعوا مع بعضهم البعض واتحدوا على أن يقتلوا هذا النصاب الذي أذاهم أكثر من مرة بسبب حيله التي لا تنتهي.
فربطوه في أحد الأشجار، والبسوه كيساً بلاستيكياً، واتفقوا أن يتركوه قليلاً في الشمس حتى يتعذب كثيراً. بعدها سيقوموا بإلقاءه في مياه البحر. وبالفعل نفذوا هذا الوعد، وبينما هو معلق على الشجر سمع أحد الرجال يعبرون. فصاح بأنه لا يريد أن يتزوج ابنة الملك أميرة البلاد. فذهب له الرجل وطلب منه أن يكون مكانه طالما أنه يرفض هذا العرض الذي لا مثيل له. وبعد أن ذهبت الشمس ألقوا الرجل المسكين الذي كان يرغب في أن يتزوج من الأميرة.
بعد يوم وجدوا أهل القرية جميعاً الفلاح وهو يسير مختالاً فخوراً بنفسه. تعجب كثير كيف حدث ذلك، ومن هو الذي ألقوا به في الليلة الماضية. فقال لهم أنه بعد أن ألقوه في البحر وجد أحد حوريات البحار الجميلة التي لا مثيل لها. وطلبت منه أن يتزوجها، وبالفعل تزوجها وسيزورها كل يوم في المساء. وأخذ يحكي لهم عن جمال تلك الحورية، فهي لا تشبه النساء على وجه الأرض مطلقاً.
وأول ما حل الليل عليهم ألقوا الجميع بأنفسهم في البحر، وغرقوا جميعاً وعاش الفلاح بمفرده في هذه القرية بدون أن يزعجه أحد سعيداً فرحاً بنجاح حيله.