محاضرة عن بر الوالدين مكتوبه نُقدمها لكم الآن ، أن الحمد لله نحمده تعالى، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده، ورسوله خاتم الأنبياء، والمرسلين، وحبيب رب العالمين.
نتحدث إليكم أحبائنا عن بر الوالدين فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الجليل في سورة الإسراء عن بر الوالدين : ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) “.
فأولى العبادات بعد الإيمان بالله هي بر الوالدين وطاعتهما فهي من أحب الأعمال إلى الله ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنتعرف على فضل الوالدين، وواجبنا نحوهما، وكيف نقوم بإرضائهما ؟.
محتويات المقال
أوصانا الله عز وجل بطاعة الوالدين، وصحبتهما، والعمل على إرضائهما مهما كان الثمن، وعدم مخالفة أوامرهما فيما لا يغضب الله حيث قال عن ذلك في القرآن الكريم في سورة لقمان : ” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) “.
كما أوجب الله سبحانه وتعالى البر أيضًا على الأنبياء حيث قال عن يحيي عليه السلام في سورة مريم : ” وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) “. فالبر أمر ضروري وواجب على كل الأبناء حيث تعبت الأم وتحملت الصعاب وبذلت المجهود لراحتك وكذلك الأب فعانى وعمل ليلًا ونهارًا حتى يُحضر لك ما تشتهي دون تعب فالأب والأم تاج على رؤوس أبنائهم عليهم الحفاظ عليهما ورعايتهما عند الكبر كما اهتموا بهم وسهروا لراحتهم عند صغرهم.
فالبر هو الإحسان، وليس المقصود بالإحسان أي القول الحسن فقط، ولكن الإحسان في القول، والفعل فحسن المعاملة تشتمل كل مظاهر الحب، والاهتمام المتبادل بين الآباء، والأبناء فيحذرنا الله من غضب الوالدين، وعقوقهما فمن يعق والديه جزائه النار في الأخرة، وسوء العيش، والضنك في الدنيا حيث قال الله عز وجل في كتابه في سورة الإسراء عن هذا الموقف : ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) “.
فأوصى الله بعد عبادته، والإيمان به ببر الوالدين مما يؤكد على ضرورة هذا الموضوع، وحرص الأبناء على الالتزام به، وعدم الإهمال فيه فمجرد ما تقول لهم قول قبيح، أو تتأفأف منهم فهذا يعد عقوق فعليك الإنصات إلى كلامهما، وطاعتهما، وخفض الصوت عند التحدث معهما والتأدب أثناء الكلام معهما، والسؤال عنهما باستمرار، وزيارتهما دومًا إن كنت بعيد، والإحسان إليهم بكل ما تملك، ومراعاة شعورهما، وخدمتهما، والاستجابة لرغباتهما، وتحقيق مطالبهما فكل هذه العوامل تدخل تحت بند البر، وعكسها يحقق العقوق، والعذاب في الدنيا، والأخرة.
فبر الوالدين يجعل صاحبه منير الوجه محبوب بين الخلق يرضى عنه والديه، ويدعوان له دومًا مما يوسع رزقه، ويرزقه الصحة، والستر في الدنيا، وينال رضا الله، وعفوه في الأخرة.
تتعدد صور، وأشكال البر فتأتي على شكل :
فهذه الأعمال تجعلك من البارين بوالديك والمخلصين لله فالبر من أفضل الأعمال، وأحبها إلى الله تعالى حيث قال في سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي ﷺ أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، وقال: قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله “ متفق عليه.
نختم خطبتنا أخوتي الأعزاء بهذا الموقف ليكون لنا عبرة، وعظة نقتدي بها في تعاملنا مع والدينا هناك موقف حدث بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هناك صحابي يُدعى أبو الحسن كان من أكثر البارين بأمه فقال الناس له أنت من أكثر الناس برًا بأمك، ولكن لا نراك تأكل معها في صحن واحد فقال لهم أخاف أن تسبق يدي طعام كانت تود أن تأكله فأكون قد عققتها بتلك الفعلة فرأيت حجم البر لدى الصحابة، والتابعين.
فندعو الله دومًا أن يرزقنا أحبتي بر آبائنا ويجعلنا من أصحاب الجنة الذين يدخلونها من باب البر فمن لديه أب، وأم على قيد الحياة فهو لديه كنز لا يُدركه عليه أن يغتنمه فلعله يكون سبيله إلى الجنة، وسبب عتقه من النار.